Le Rassemblement des deux Sahih
الجمع بين الصحيحين لعبد الحق
Maison d'édition
دار المحقق للنشر والتوزيع
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤١٩ هـ - ١٩٩٩ م
Lieu d'édition
الرياض - المملكة العربية السعودية
Genres
وذكر في هذا أنه ﵇ مر بالأنبياء، فسلم عليهم من غير أمرٍ فردوا، وذكر ترحيب أهل السموات به صلى الله عليهم أجمعين، وقال: (فِي البَيتِ المَعْمُورِ يُصَلِّي فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَك)، وَذَكَر السِّدرَة المنتَهَى، قَال: (فِي أَصْلِهَا أَرْبَعَة أَنْهَار ...) الحديث، وَوَصَل بِه (١): وقال هَمَّام، عَن قَتَادة، عَن الحسَن، عَن أبِي هُرَيرة: "فِي البَيتِ المعمُورِ". ذَكَر هَذَا الحدِيث فِي "بدء الخلْقِ"، وَالذِي قَبْله فِي بَابِ "المعْرَاج".
٢١٤ - (٩) وذكر في كتاب "التوحيد" عَنْ أَنَسٍ قَال لَيلَةَ أُسرِيَ بِرَسُولِ الله ﷺ مِنْ مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ: (أَنهُ جَاءَهُ ثَلاثَةُ نَفَرٍ (٢) قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيهِ، وَهُوَ نَائِمٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَقَال أَوَّلُهُمْ: أيُّهُمْ هُوَ؟ فَقَال أَوْسَطُهُمْ: هُوَ خَيرُهُمْ. فَقَال آخِرُهُمْ: خُذُوا خَيرَهُمْ، فَكَانَتْ تِلْكَ الليلَةَ، فَلَمْ يَرَهُمْ حَتى أَتَوْهُ لَيلَةً أُخْرَى فِيمَا يَرَى قَلْبُهُ وَتَنَامُ عَينُهُ، وَلا يَنَامُ قَلْبُهُ، وَكَذَلِكَ الأَنْبِيَاءُ تَنَامُ أَعيُنُهُمْ، وَلا تَنَامُ قُلُوبُهُمْ فَلَمْ يُكَلِّمُوهُ حَتى احْتَمَلُوهُ، فَوَضَعُوهُ عِنْدَ بِئْرِ زَمْزَمَ، فَتَوَلاهُ مِنْهُمْ جِبْرِيلُ فَشَقَّ جِبرِيلُ مَا بَينَ نَحْرِهِ إِلَى لبَّتِهِ (٣) حتى فَرَغَ مِنْ صَدْرِهِ وَجَوْفِهِ فَغَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ بِيَدِهِ حَتى أَنْقَى جَوْفَهُ، ثُمَّ أُتِيَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ تَوْرٌ (٤) مِنْ ذَهَبٍ مَحْشُوًّا إيمانًا وَحِكْمَةً فَحَشَا بِهِ صَدْرَهُ وَلَغَادِيدَهُ -يَعْنِي عُرُوقَ حَلْقِهِ-، ثُمَّ أَطْبَقَهُ، ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إلَى (٥) السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَضَرَبَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِهَا فَنَادَاهُ أَهْلُ السَّمَاءِ: مَنْ هَذَا؟ فَقَال: جِبْرِيلُ. قَالُوا: وَمَنْ مَعَكَ؟
(١) في (٦/ ٣٠٣ بعد رقم ٣٢٠٧).
(٢) في (أ): "نفر ثلاثة".
(٣) "لبته" هي موضع القلادة من الصدر، ومن هناك تنحر الإبل.
(٤) "تور": هو الإناء من صفر أو حجارة.
(٥) قوله: "إلى" ليس في (ج).
1 / 124