اجتمعوا مع عائشة وهم يدبرون الأمر في الفتنة، فصار إلى أمير المؤمنين عليه السلام وتيمما وقت خلوته فلما دخلا عليه قالا يا أمير المؤمنين قد استأذناك للخروج في العمرة لأنا بعيدان العهد بها إئذن لنا فيها فقال والله ما تريدان العمرة ولكنكما تريدان الغدرة، وإنما تريدان البصرة فقالا اللهم غفرا ما نريد إلا العمرة فقال عليه السلام احلفا لي بالله العظيم إنكما لا تفسدان علي أمر المسلمين ولا تنكثان لي بيعة ولا تسعيان في فتنة فبذلا ألسنتهما بالأيمان المؤكدة فيما استحلفهما عليه من ذلك فلما خرجا من عنده لقيهما ابن عباس فقال لهما إذن لكما أمير المؤمنين؟ قالا نعم.
فدخل على أمير المؤمنين فابتداه عليه السلام فقال يا ابن عباس أعندك الخبر قال قد رأيت طلحة والزبير فقال (ع) إنهما استأذناني في العمرة فأذنت لهما بعد أن استوثقت منهما بالأيمان أن لا يغدرا ولا ينكثا ولا يحدثا فسادا والله يا ابن عباس وإني أعلم أنهما ما قصدا إلا الفتنة فكأني بهما وقد صارا إلى مكة ليسعيا إلى حربي فإن يعلى بن منبه الخائن الفاجر قد حمل أموال العراق وفارس لينفق ذلك وسيفسدان هذان الرجلان علي أمري ويسفكان دماء شيعتي وأنصاري.
قال عبد الله بن عباس إذا كان ذلك عندك يا أمير المؤمنين معلوما فلم أذنت لهما وهلا حبستهما وأوثقتهما بالحديد وكفيت المسلمين شرهما.
فقال له عليه السلام يا ابن عباس أتأمرني بالظلم أبدأ وبالسيئة قبل الحسنة وأعاقب على الظنة والتهمة وأوآخذ بالفعل قبل كونه كلا والله لا عدلت عما أخذ الله علي من الحكم والعدل ولا ابتدأ بالفصل. يا ابن عباس إنني أذنت لهما وأعرف ما يكون منهما، ولكني استظهرت بالله عليهما والله لأقتلنهما ولأخيبن ظنهما ولا يلقيان من الأمر مناهما وأن الله يأخذهما بظلمهما لي ونكثهما بيعتي وبغيهما علي وهذا الخبر والذي تقدم مع ما ذكرناه من وجودهما في أثر مصنفات أصحاب السيرة وقد أورده
Page 89