أم المؤمنين فقل القيام بدم عثمان والطلب به.
وجاءها يعلى بن منبه فقال لها قد قتل خليفتك الذي كنت تحرضين على قتله فقالت برأت إلى الله ممن قتله.
قال الآن; ثم قال لها اظهري البراءة ثانيا من قاتله فخرجت إلى المسجد فجعلت تتبرء ممن قتل عثمان، وهذا الخبر يصرح مضمونه عما ذكرناه من أنها لم تزل مقيمة على رأيها في استحلالها دم عثمان حتى بلغها أن أمير المؤمنين قد بويع وبايعه طلحة والزبير فقلبت الأمر وأظهرت ضد الذي كانت عليه من الرأي وأنه لو تم الأمر لطلحة لأقامت ما كانت عليه وإن طلحة والزبير كانا في الأول على عثمان وإنما رجعا عنه لما فاتهما مما كانا يأملانه من ذلك ولم يرجعا عنه لما أظهراه من بعد الندم على قتل عثمان والدعاء إلى قتله ولا رجعا عنه استبصارا بضلالة ما كانا يأملانه في ذلك وإن الذي ادعته الحشوية لهم من اجتهاد الرأي.
باطل ومنحل وإن دعوى المعتزلة في الشبهة عليهما فيما صارا إليه من خلاف أمير المؤمنين عليه السلام ليس بصحيح.
بل الحق في ذلك ما ذهبت إليه الشيعة في تعمدها خلافه وأسباب ذلك العداوة له والشنئان مع الطمع في الدنيا والسعي في عاجلها والميل للتأمر على الناس والتملك لأمرهم وبسط اليد عليهم وإن الرجلين خاصة لما أيسا من نيل ما طمعا فيه من الأمر فوجدا الأمة لا تعدل بأمير المؤمنين أحدا وعرفا رأي المهاجرين والأنصار فمن أرادا الحظوة عنده بالبدار إلى بيعته وظنا بذلك شركاه في أمره فلما استويا بالحال من بعد وصح لهما رأيه (ع) وتحققا أنهما لا يليان معه أمرا فامتحنا ذلك مع ما غلب في ظنهما مما ذكرناه بأن صارا إليه بعد استقرار الأمر ببيعة المهاجرين والأنصار وبني هاشم وكافة الناس إلا من شذ من بطانة عثمان وكانوا على خفاء لأشخاصهم مخافة على دمائهم من أهل الإيمان
Page 87