وكانت أخته تحت الحرث بن الحكم أخي مروان بن الحكم أتبع الرجل وقل له ما لك ولابن عمك فاتبعه وقال له ذلك فقال عليه السلام وهو مغضب فعل الله وفعل يجني ما يجني واسأل عن أمره واتهم مع ذلك أما والله لولا مكاني لأحتز الذي فيه عيني عثمان.
إنكار طلحة على عثمان:
ولما أبى عثمان أن يخلع نفسه تولى طلحة والزبير حصاره والناس معهما على ذلك فحصروه حصرا شديدا ومنعوه الماء وأنفذ إلى علي يقول إن طلحة والزبير قد قتلاني من العطش، والموت بالسلاح أحسن فخرج معتمدا على يد المسور بن مخرمة الزهري حتى دخل على طلحة بن عبيد الله وهو جالس في داره يسوي نبلا وعليه قميص هندي فلما رآه رحب به ووسع له على الوسادة فقال له علي عليه السلام إن عثمان قد أرسل إلي إنكم قد هلكتموه عطشا وإن ذلك ليس بالحسن والقتل بالسلاح أحسن وكنت آليت على نفسي أن لا أرد عنه أحدا بعد أهل مصر وأنا أحب أن تدخلوا عليه الماء حتى تروا رأيكم فيه، فقال طلحة لا والله لا ننعمه عينا ولا نتركه يأكل ولا يشرب، فقال علي (ع) ما كنت أظن أن أكلم أحدا من قريش فيردني دع ما كنت فيه يا طلحة فقال طلحة ما كنت أنت يا علي في ذلك من شئ فقام علي (ع) مغضبا وقال ستعلم يا بن الحضرمية أكون في ذلك من شئ أم لا ثم انصرف.
وروى أبو حذيفة بن إسحاق بن بشير القرشي أيضا قال حدثني يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال والله إني لأنظر إلى طلحة وعثمان محصور وهو على فرس أدهم وبيده الرمح يجول حول الدار وكأني أنظر إلى بياض ما وراء الدرع (1).
Page 74