الأفعال فدخل عليه أمير المؤمنين (ع) ولم يزل حتى أعطاه ما أراد القوم من ذلك وبذل لهم العهود والأيمان.
فخرج أمير المؤمنين إلى القوم بما ضمنه له عثمان ولم يزل بهم حتى تفرقوا فلما سار أهل مصر ببعض الطريق نظروا وإذا براكب على الطريق مسرع فلما دنا تأملوه فإذا هو غلام عثمان على ناقة من نوقه فاسترابوا به فقالوا له أين تذهب؟ فقال بعثني عثمان في حاجة له قالوا إلى أين بعثك؟ فارتج عليه وتلعثم في كلامه فنهروه وزبروه فقال أنفذني إلى مصر فقالوا فيما أنفذك؟ قال لا علم لي فزاد استرابهم فيه ففتشوه فلم يجدوا إلى معه شيئا فأخذوا أدواته ففتشوها وإذا فيها كتاب من عثمان إلى عبد الله بن أبي سرح وهو إذا أتاك كتابي هذا فاضرب عنق عمرو بن بديل وعبد الرحمن البكري واقطع أيدي وأرجل علقمة وكنانة وعروة ثم دعهم يتشحطون في دمائهم فإذا ماتوا فأوقفهم على جذوع النخل.
فلما رأوا ذلك قبضوا على الغلام وعادوا إلى المدينة فاستأذنوا علي ابن أبي طالب (ع) ودفعوا إليه الكتاب ففزع عليه السلام لذلك فدخل على عثمان فقال إنك وسطتني أمرا بذلت الجهد فيه لك وفي نصيحتك واستوهبت لك من القوم فقال عثمان فماذا؟ فأخرج إليه الكتاب ففضه وقرأه فأنكره فقال له علي أتعرف الخط؟ قال الخط يتشابه، قال أتعرف الختم؟ قال الختم ينقش عليه، قال فهذا البعير الذي على باب دارك تعرفه؟ قال هو بعيري ولم آمر أحدا ولا يركبونه قال فغلامك من أنفذه؟ قال انفذ بغير أمري.
فقاله له أمير المؤمنين عليه السلام أما أنا فمعتزلك وشأنك وأصحابك وخرج من عنده ودخل داره وأغلق عليه بابه ولم يأذن لأحد من
Page 71