كانوا أوكد السبب لخلع عثمان وحصره وقتله وأن أمير المؤمنين (ع) لم يزل يدفعهم عن ذلك (1) ويلطف في منعهم عنه ويبذل الجهد في إصلاح حاله مع المنكرين عليه، العائبين له; المحتجين عليه بأفعاله وأحداثه فمن أنكر ما ذكرناه أو شك في شئ مما وصفناه فهو بعيد عن علم الأخبار ناء عن معرفة السير والفتن والآثار ومكابر يحمل نفسه على جحد لا على اضطرار وهذا باب لا يحسن مكالمة الخصوم فيه إلا مع الإنصاف والاطلاع على ما جاءت به الأخبار ومخالطة العلماء من أهل الأخبار في الإسلام وأما من لا معرفة له بالروايات أو منقطع عنها إلى صناعة الكلام أو عامي له غفلة أو مترف مشغول باللذات فلا وجه لمجاراته في هذا الباب وأمثاله طرقه السمع والأخبار وسبيله ملاقاة الخاصة والعلماء والاستفادة مما عندهم من علمه على ما ذكرناه.
أسباب الخروج على عثمان:
فصل ونحن نثبت بتوفيق الله مختصرا من الأخبار فيما ذكرناه من كون طلحة والزبير وعائشة فيما صنعوه في أيام عثمان من أوكد أسباب ما تم عليه من الخلع والحصر وسفك الدم والفساد فمن ذلك ما رواه أبو حذيفة إسحاق بن بشر القرشي وأثبته في كتابه الذي صنفه في مقتل عثمان وكان هذا الرجل أعني أبا حذيفة من وجوه أصحاب الحديث المنتسبين إلى السنة والمباينين للشيعة يهتم فيما يروونه لمفارقة خصومه ولا يظن تخرصا فيما يجتنيه من جميع الأخبار، فقال حدثني محمد بن إسحاق عن الزهري لما قدم أهل مصر في ستمائة راكب عليهم عبد الرحمن بن عديس البكري فنزلوا ذا خشب وفيهم كنانة بن بشير
Page 68