Jalis Salih
الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي
Enquêteur
عبد الكريم سامي الجندي
Maison d'édition
دار الكتب العلمية
Édition
الأولى ١٤٢٦ هـ
Année de publication
٢٠٠٥ م
Lieu d'édition
بيروت - لبنان
إِلا سمعتيه مني، فَأَقْبَلت عَليّ بوجهها، وسفرت عَنْ قناعها، وَقَالَت: اللَّهُمَّ إِن يَأْتِ فِي الدُّنْيَا أصمعي فَهَذَا هُوَ، فَقلت: أَنَا هُوَ، من الْفَتى تندبين؟ فَقَالَت: أَخِي وَابْن أُمِّي.
وَرِوَايَة ثَالِثَة حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن الْقَاسِم الكوكبي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن زَكَرِيّا الغَلابِي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن عُمَر، قَالَ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيّ أَنَّهُ أَتَى الْمَقَابِر ذَات يومٍ فَإِذا جاريةٌ كَادَت أَن تختفي بَيْنَ قبرين قِلة ودمامة، وَهِي تبْكي بقلب موجع، وكلامٍ حزينٍ، وَلَفظ كَأَنَّهُ خرزاتٌ نُظِمْن تحدَّرْن، وَقَدْ أدخلت رَأسهَا فِي لوح الْقَبْر، وَهِي تَقُولُ:
هَلْ أخبر الْقَبْر سائِليه ... أم قر عينا بزائريه
أم هَلْ ترَاهُ أحَاط علما ... بالبَدَنِ المستكنِّ فِيهِ
لَو يعلم الْقَبْر مَا يُواري ... تَاهَ عَلَى كُلّ من يليهِ
يَا موت لَو تقبل افتداءً ... كنتُ بنفسي سأفتديهِ
أنْعِي بُرَيدًا لمجتنيه ... أنعي بُرَيدًا لمعتفيه
أبْكِي بُرَيْدًا إِلَى حزوبٍ ... تَحْسِرُ عَنْ منظرٍ كريهِ
يَا جبلا كَانَ ذَا امْتنَاع ... وركنَ عِزٍّ لآمليه
يَا نَخْلَة طلْعُها هضيمٌ ... يَقْرُبُ من كفِّ مُجْتَنيهِ
وَيَا مَرِيضا عَلَى فراشٍ ... تؤذيه أيْدي مُمَرِّضِيهِ
وَيَا صبورًا عَلَى بلاءٍ ... كَانَ بِهِ اللَّه مُبْتَليهِ
يَا دهر مَاذَا أردْتَ مني ... حققتَ مَا كنتُ أتقيهِ
دهرٌ رماني بفقد صبري ... أذمُّ دَهْري وأشْتَكيهِ
ذهبت يَا موتُ بِابْن أُمِّي ... بالسيد الفاضلِ الوجيهِ
المجلِسُ الثَاني وَالأربَعُونْ
فضل ابْن عَبَّاس
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدَانَ بْنِ سُفْيَانَ الطَّرَائِقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْنِ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ أَبُو الْعَلاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ وَلَيْسَ ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ، قَالَ: بَيْنَمَا سائلٌ يَسْأَلُ وَابْنُ عَبَّاسٍ فِي الْمَلأِ جَالِسٌ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَا سَائِلُ، فَقَالَ: لَبَّيْكَ، قَالَ: أَتَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهَ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، وَتُصَلِّي الْخَمْسَ وَتَصُومُ رَمَضَانَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَحَقٌّ عَلَيْنَا أَنْ نَصِلَكَ قَالَ: فَنَزَعَ ثَوْبًا كَانَ عَلَيْهِ وَكَسَاهُ إِيَّاهُ، وَقَالَ عِنْدَ ذَلِكَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ
1 / 311