Jalis Salih
الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي
Enquêteur
عبد الكريم سامي الجندي
Maison d'édition
دار الكتب العلمية
Édition
الأولى ١٤٢٦ هـ
Année de publication
٢٠٠٥ م
Lieu d'édition
بيروت - لبنان
تجنّه وَأَهْلهَا الْقُبُور، وصيره ميعادًا ينتظره من رام السَّلْوه، فَهَذَا نقد متيسر ظَاهر لمتأمّله، وَإِن لَمْ يقل فِي جهبذة هَذَا الشَّأْن وطبقته.
بَيت لأبي طَالِب فِي مدح الرَّسُول
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، أُسْتَاذُ الْهَرَوِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ النَّوْفَلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حِكْمَةَ الْمُقَوِّمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ: تَذَاكَرُوا أَيُّ بَيْتٍ مِنَ الشِّعْرِ أَحْسَنُ، قَالَ: فَقَالَ رجلٌ: مَا سَمِعْتُ بَيْتَ شعرٍ أَحْسَنَ مِنْ قَوْلِ أَبِي طَالِبٍ لِلنَّبِيِّ ﷺ:
وَشَقَّ لَهُ مِنَ اسْمِهِ لِيُجِلَّهُ ... فَذُو الْعَرْشِ محمودٌ وَهَذَا مُحَمَّدُ
تَعْلِيق عروضي
قَالَ القَاضِي: قَوْله من اسْمه، يرْوى عَلَى وَجْهَيْن: أَحَدهمَا من اسْمه عَلَى همزَة مَقْطُوعَة لإِقَامَة الْوَزْن وَقَدْ جَاءَ مثله فِي الشّعْر، كَمَا قَالَ الشَّاعِر:
بأَبِي امرؤٌ الشَّام بيني وَبَينه ... أَتَتْنِي ببشرى بُرْدُهُ ورَسَائِلُه
وقَالَ الآخر:
إلّا لَا أرى إثنين أكرمَ شِيمَةً ... عَلَى حِدْثان الدَّهْر مِنِّي ومِنْ جُمْلُ
وقَالَ آخر:
إِذا جَاوز الْإِثْنَيْنِ سِرٌّ فَإِنَّهُ ... بِبَثٍّ وتَكْثِيِر الوشاة قمينُ
ويروي أَلا كُلّ سر جَاوز اثْنَيْنِ إنَّه، فعلى هَذِهِ الرِّوَايَة لَا شَاهد فِيهِ، وَالْوَجْه الثَّانِي فِي رِوَايَة الْبَيْت: وشق لَهُ من اسْمه عَلَى الْوَصْل وَترك الْقطع إِقْرَارا لَهُ عَلَى أَصله فِي إِخْرَاجه عَنْ قِيَاسه، فَإِذا رُوِيَ هَكَذَا فَهُوَ عَلَى الزحاف وزحافه حذف خَامِس جزئه الثَّانِي مفاعِي لن، فَيصير مفاعلن وَيُسمى هَذَا الزحاف الْقَبْض، وَقَدْ يَقع الزحاف فِي هَذَا الْخَبَر بِإِسْقَاط سابعه، وَهُوَ نون مفاعي لن وَيُسمى الْكَفّ، وَالْقَبْض فِي هَذَا أحسن الزحافين عِنْد الْخَلِيل، والكف أحسنهما عِنْد الْأَخْفَش، وَهَذَانِ الزحافان يتعاقبان وَلا يَجْتَمِعَانِ.
من أحسن مَا قِيلَ فِي الرثاء
حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل الْمحَامِلِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَبِي سَعِيد، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُوسَى الملقي، قَالَ: حَدَّثَنَا سوار، قَالَ: قَالَ الأَصْمَعِيّ: جهدت الْعَرَب أَن تَقُولُ مثل هَذَا الْبَيْت فَمَا قدرت:
لقَدْ سَخَّى ربيعةُ أَن يَوْمًا ... عَلَيْهَا مثل يَوْمك لَا يعودُ
قَالَ القَاضِي: وَقَدْ نحا هَذَا النَّحْو عددٌ من الشُّعَرَاء، إِمَّا اقْتِدَاء وَإِمَّا ابْتِدَاء، وَفِي جمعه طول كرهت الإطناب فِيهِ، وَمن أحسن مَا قِيلَ فِي مَعْنَاهُ:
لَعَمْري لئِن كُنَّا فَقَدْناك سَيِّدًا ... كَرِيمًا لَهُ حقُّ التَّنَاوُشُ والفَزَع
1 / 287