Éclaircissement des yeux dans le jugement des deux Ahmad
جلاء العينين في محاكمة الأحمدين
Maison d'édition
مطبعة المدني
Genres
Croyances et sectes
[النساء ٨٦] والله ما حييتنى بها ولا بأحسن منها! فقال ابن أبي داود يا أمير المؤمنين، الرجل متكلم. فقال له: كلمه فقال: يا شيخ، ما تقول في القرآن؟ قال الشيخ: لم تنصفني ولي السؤال، فقال له: سل، فقال الشيخ: ما تقول في القرآن؟ قال: مخلوق.
فقال: هذا شئ علمه النبي ﷺ وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي والخلفاء الراشدون؟ أم شئ لم يعلموه؟ فقال: شئ لم يعلموه. فقال: سبحان الله! شئ لم يعلمه النبي ﷺ ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي ولا الخلفاء الراشدون، علمته أنت؟ فخجل فقال: أقلني، قال: المسألة بحالها؟ قال: نعم.
قال: ما تقول في القرآن؟ فقال: مخلوق. فقال: هذا شئ علمه النبي ﷺ وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي والخلفاء الراشدون؟ أم شئ لم يعلموه؟ فقال: شئ لم يعلموه؟ فقال: علموه ولم يدعوا الناس إليه. فقال: ألا وسعك ما وسعهم؟ قال: ثم قام أبي فدخل مجلس الخلوة وأستلقى على قفاه، ووضع إحدى رجليه على الأخرى وهو يقول: هذا شئ لم يعلمه النبي ﷺ ولا أبو بكر إلى أخره. ثم دعا عمار الحاجب فأمر أن ترفع عنه القيود ويعطيه أربعمائة دينار، ويأذن له في الرجوع إلى الشام. وسقط من عينيه ابن أبي داود. وتروى هذه بصورة أخرى مذكورة في الأصل.
وقال المهتدي: إن الواثق مات وقد تاب عن القول بخلق القرآن. ولما بويع بعده المتوكل جعفر بن المعتصم سنة أثنتين وثلاثين ومائتين، وسنة ست وعشرون سنة فاظهر الله ﷿ به السنة، وكشف تلك الغمة، فشكره الناس على ما فعل، وأمر العلماء أن يجلسوا للناس، وان يحدثوا بالأحاديث التى فيها الرد على المعتزلة والجهمية، وأن يحدثوا بالأحاديث في الرؤية، حتى
1 / 241