Éclaircissement des yeux dans le jugement des deux Ahmad

Ibn al-Alusi d. 1317 AH
127

Éclaircissement des yeux dans le jugement des deux Ahmad

جلاء العينين في محاكمة الأحمدين

Maison d'édition

مطبعة المدني

فصل: [في أصنافهم وشمول سمة الكفر كافتهم] (واعلم) أنهم على كثرة فوقهم واختلاف مذاهبهم ثلاثة اقسام: الدهريون والطبيعيون والإلهيون. (فأما) الدهريون: فهم طائفة من الأقدمين جحدوا الصانع المدبر للعالم وزعموا أن العالم لم يزل موجودًا كذلك بنفسه وكذلك يكون أبدًا وهؤلاء الزنادقة. (وأما) الطبيعيون فهم أكثروا بحثهم عن عالم الطبيعة وعجائب الحيوان والنبات وأكثروا في علم تشريح الأعضاء فرأوا فيها العجائب فاضطروا إلى الاعتراف بقادر حكيم لكنهم جحدوا الأخرة وهؤلاء ايضًا الزنادقة. (وأما) الإلهيون: وهم المتأخرون منهم سقراط وهو استاذ افلاطون وأفلاطون أستاذ إرسطاطاليس هو الذي رتب لهم المنطق وهذب العلوم وهؤلاء ردوا على الصنفين الأولين ثم رد إرسطاطاليس على أفلاطون وسقراط ومن قبله من الإلهميين إلا أنه استبقى أيضًا من رذائل كفرهم فوجب تكفيرهم وتكفير متبعيهم من المتفلسفة الإسلاميين كابن سينا والفارابي وغيرهما. (ثم قال): وعلومهم بالنسبة إلى الغرض الذي نطلبه ستى أقسام: رياضية ومنطقية وطبيعية وإلهية وسياسية وخلقية. (أما الرياضية) فتتعلق بعلم الحساب والهندسة وعلم هيئات العالم وليس يتعلق شئ منها بالأمور الدينية نفيًا وإثباتًا. (وأما المنطقيات) فلا يتعلق شئ منها بالدين نفيًا وإثباتًا. اهـ.

1 / 129