أئمة الأدب (الجزء الأول)
تأليف
خليل مردم
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه رسالة في إمام الأدب أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، تتلوها رسائل في غيره من أئمة الأدب، فنستعين الله ونستهديه.
خليل مردم بك
حياته
في أيمن عصر من عصور المدنية الإسلامية، وفي البصرة إحدى حواضر العلم والأدب، ولد أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ.
كل من ترجم للجاحظ لم يعين سنة ميلاده، وإنما المعروف أنه ولد في منتصف القرن الثاني، إلا أن هناك رواية انفرد بها ياقوت الحموي في معجم الأدباء، قال: «قال الجاحظ: أنا أسن من أبي نواس بسنة؛ ولدت في أول سنة خمسين ومائة، وولد في آخرها.» فإذا صحت هذه الرواية يكون الجاحظ قد عمر أكثر من مائة سنة؛ لأنه توفي سنة خمس وخمسين ومائتين.
أما نسبه فلا نعلم منه إلا أنه عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، كان جده محبوب أسود وجمالا لأبي القلمس عمرو بن قلع الكناني ثم الفقيمي، وبذلك قال يموت بن المزرع ابن أخت الجاحظ. على أن هناك من يدعي أنه كناني صريح مثل أبي القاسم البلخي، أما سبب تلقيبه بالجاحظ فلجحوظ عينيه.
Page inconnue