385

Le Nouveau en Sagesse

الجديد في الحكمة

Chercheur

حميد مرعيد الكبيسي

Maison d'édition

مطبعة جامعة بغداد

Année de publication

1403م-1982م

Lieu d'édition

بغداد

الفصل الرابع

في |

ما ينعت به واجب الوجود

من نعوت الجلال والاكرام

انتهاء العلل إلى واجب الوجود ، وكونه واحدا ، لا يشاركه شيء | آخر في وجوب الوجود في يوجبان أن جميع ما سواه من الموجودات ترتقي | إليه ، وأنها بأسرها محدثة بالحدوث الذاتي ، إذ لا وجود لها في ذاتها ، | بل وجود ذاتها كلها مستفادة منه .

فنسبته إليها نسبة ضوء الشمس إلى ما سواه ، الذي بسببه يضيء | غيره ، وهو مستغن عن ذلك الغير ، لو كان للضوء قوام بذاته ، ولكنه | يغاير وجود الواجب ، بأن الضوء يحتاج إلى موضوع .

والوجود الواجبي ليس له موضوع ، وقد عرفت أن الوجود المجرد | عن المادة غير محتجب عن ذاته ، فنفس وجوده إذن معقوليته لذاته ، | وعقليته لذاته ، فوجوده إذن عقل وعاقل ومعقول . وإذا كان يعقل ذاته | فيعقل أيضا لوازم ذاته ، وإلا ليس يعقل ذاته بالتمام ، فإن العلم التام | بالعلة التامة ، يقتضي العلم بالمعلول .

ولما كانت ذاته علة تامة لمعلوله الأول ، وهو يعلم ذاته علما تاما ، | وجب أن يكون علمه التام بذاته علة تامة للعلم التام بمعلولة القريب . | لأنك قد علمت أن علم كل ما يعلم ذاته ، هو نفس ذاته ، فيكون علما | تاما بالذات . |

Page 549