312

Le Nouveau en Sagesse

الجديد في الحكمة

Chercheur

حميد مرعيد الكبيسي

Maison d'édition

مطبعة جامعة بغداد

Année de publication

1403م-1982م

Lieu d'édition

بغداد

ومن تفاريع الشهوانية : القناعة والسخاء ، وهما فضيلتان | يكتنف كل واحدة منهما رذيلتان . ومن تفاريع الغضبية : الصبر | والحلم وسعة الصدر وكتمان السر والأمانة . ومقابلات هذه الخمس | رذائل . وقد كان من مجموع ما ذكر ، أن كمال النفس النطقية ، أن | | تبقى مجردة عن المادة ، من جميع الوجوه ، منتقشة بهيئة الوجود . ولا | يتم التجرد بالكلية ، إلا عند ترك البدن ، والانقطاع عنه انقطاعا | كليا .

وعلاقة البدن ( لوحة 336 ) هي التي تعقل النفس عن الشوق | الذي يخصها ، ( و ) عن طلب الكمال ، الذي لها ، وعن الشعور | بلذة الكمال ، إن حصل لها ، والشعور بألم القصور عنه .

وليس ذلك لأن النفس منطبعة في البدن ، ( أ ) ومنغمسة فيه .

ولكن العلاقة بينهما ، وهي الشوق الجبلي إلى تدبيره ، | والاشتغال بآثاره ، وما يورده عليها من عوارضه ، وبما يتقرر فيها من | ملكات ، هو مبدؤها .

فإذا فارقت وفيها الملكة الحاصلة بسبب التعلق به ، كانت قريبة | الشبه من حالها وهي متعلقة به .

ثم إن الهيئة البدنية مضادة لجوهر النفس ، مؤذية له . وإنما | كان يلهيها عن ذلك البدن ، وتمام انغماسها فيه . فإذا فارقت النفس | البدن أحست بتلك المضادة ، وتأذت بها .

وتلك الهيئة تبطل قليلا قليلا ، مع ترك الأفعال المبقية لها | بتكررها ، حتى تزكو النفس ، وتبلغ السعادة التي تخصها .

وهذا كله على تقدير أن تتجرد النفس عن التعلق بالجسم مطلقا . | أما إذا تعلقت بعد الموت بشيء من الأجسام ، فذلك غير مانع من أن | تحصل لها لذات وآلام عقلية ، مع اللذات والآلام الحسية الحاصلة ، | بسبب التعلق بالجسم . وهذا التعلق ممكن وقوعه على وجوه منها : - |

Page 472