268

Le Nouveau en Sagesse

الجديد في الحكمة

Chercheur

حميد مرعيد الكبيسي

Maison d'édition

مطبعة جامعة بغداد

Année de publication

1403م-1982م

Lieu d'édition

بغداد

والحس طليعة للنفس ، ويجب أن يكون للطليعة قوة تدل على ما | يدفع به الفساد ، ويحفظ به الصلاح ، وذلك هو الحواس ، ويبعد أن | يكون حيوان له حس اللمس ، ولا قوة محركة فيه ، لأنه إن أحس | بالموافق طلبه ، وإن أحس بالمنافي هرب منه .

ومدركاته هي : الحرارة والبرودة ، والرطوبة واليبوسة ، | والملامسة والخشونة ، والخفة والثقل ، وما يتبع هذه كالصلابة واللين | واللزوجة والهشاشة وغير ذلك . وجاز أن تكون قوى اللمس كثيرة ، | فيدرك كل ضدين من هذه بقوة .

وجاز أن يكون إدراك الثقيل والخشن والصلب وغيرهما ، بضرب | من تفريق اتصال ، أو انعصار آلة .

لكن إدراك الحرارة والبرودة ، لا يجوز أن يكون كذلك ، وإلا لما | وقع ( لوحة 323 ) الاحساس بهما ، إحساسا يتشابه في جميع مواقع | اللمس ، بل كان يقتصر على مواقع التفريق ، ولا يعم التفريق عضوا | واحدا على التشابه .

وهذه القوة موجودة في جميع جلد البدن ، لشدة الحاجة إليها . | ولا يتم اللمس إلا بالمماسة ، والمؤدي له إلى الأعضاء هو العصب ، كما | شهدت به المباحث الطبية . وليس متعلقا بالعصب دون اللحم ، وإلا | لكان الحساس شيئا منتشرا كالليف ، بل قابل ومؤد .

وما كان من أمزجة اللامسات أقرب إلى الاعتدال ، كان ألطف | إحساسا .

ولا يشعر بما كيفيته مثل كيفية العضو المدرك ، فإن الادراك لا | يقع إلا عن انفعال ، والانفعال لا يقع إلا عن جديد ، إذ الشيء لا ينفعل | عن ذاته أو عن مساويه . |

Page 427