اختارت مبروكة قطعة أرض مساحتها ثلاثة آلاف متر مملوكة لشحاتة عبد الموجود وعرفت حدودها كاملة. واصطحبت صميدة إلى أحد المحامين حديثي التخرج اسمه فوزي العنتبلي وكتب المحامي العقد باذلا فيه جهدا كبيرا، وتقاضى ألف جنيه مقابل كتابة العقد وكتمان أمره. •••
أطلعت مبروكة صميدة الضبع وبكري الشماع على خطتها، ووافقا على القيام بها مقابل أن يتقاضى كل منهما مائة ألف جنيه. •••
فوجئ شحاتة عبد الموجود وهو يمشي في شارع مجاور لمنزله خلو من المارة، برجلين ملثمين يمسكان به ويرغمانه بالمسدس على أن يركب سيارة وجد فيها رجلا ملثما آخر هو الذي يقود السيارة. وما لبثت السيارة أن تحركت. وفي ذكاء التاجر أدرك شحاتة أنه لا فائدة من الكلام، وما لبث الرجلان أن وضعا على عينيه عصابة ولم ينطق ببنت شفة.
وفي منزل صميدة دخل الرجال الثلاثة ومعهم شحاتة معصوب العينين، وتأكد المختطفون أن الحارة ليس بها مارة.
وفي البهو الضيق أجلس شحاتة ورفعوا عن عينيه العصابة، مما أتاح أن يرى المختطفين. وخيل إليه أن واحدا قريب الشبه من شخص يعرفه ولكن تعذر عليه أن يتأكد.
وأخرج بكري الشماع مسدسه ووجهه إلى شحاتة، بينما أخرج الرجل الثالث العقد وأمر شحاتة أن يوقع. ولم يناقش شحاتة فقد تبين له أن العملية مدبرة بإحكام، فأخرج قلمه ووقع على العقد، ولكن الأمر لم ينته فقد فوجئ الأربعة بالشرطة تداهمهم وتقبض على أفراد العصابة الثلاثة وتكشف اللثام عن وجوههم. وحينئذ يصيح شحاتة: أنت؟! هذا غير معقول وأنا أعتبرك بنتي. •••
ذعر توفيق مما حدث لابنته، أما صبيحة فإنها تثور لأول مرة في وجه زوجها: بخلك هو الذي صنع هذه الكارثة الكبرى.
ولأول مرة يصمت في ذلة وهوان. •••
حكم على مبروكة بخمس عشرة سنة أشغال شاقة. •••
وما هي إلا شهور حتى اكتشف البنك تزوير نعمان عميرة بالاشتراك مع فتحي توفيق الذي هرب الملايين إلى لندن. وقبض عليه بالمطار محاولا السفر إليها. •••
Page inconnue