وإذا كان الطلبة في مظاهراتهم قد رفعوا شعار الحرية، فبالرغم من محاولات البعض لاستغلال هذا الشعار البريء فإني أعتقد أن الطلبة في تلقائيتهم إنما أرادوا أن يعبروا عن المطلب الشعبي العادل لحماية ثورته؛ حرية النقد والنقد الذاتي ضمانا لعدم تكاثر الأخطاء والانحرافات وقيام مراكز السلطة، ضمانا للثورة من العابثين والمنحرفين، ضمانا للحكم أن يكون دائما في مصلحة الشعب ومبادئه.
التطورات الأخيرة في الجزائر ليست مفاجأة
الجزائر ليس فيها صراع مذهبي، الصراع شخصي.
الفرق بين حرب الأعداء، وحرب الأصدقاء! ***
التطورات الخطيرة التي حدثت داخل الجزائر خلال الأيام القليلة الماضية لم تكن أحداثا غير متوقعة، بالعكس إن كل من أتيحت له فرصة أن يرى بعمق وضع الجزائر بعد الاستقلال لم تكن هذه الأحداث مفاجأة بالنسبة إليه، بل ولا ما قد يجد من أحداث أخطر.
ورغم الكثير الذي قرأناه ونقرؤه عن الجزائر وقضيتها، فلا زال الوضع في رأيي في حاجة إلى أضواء كثيرة تلقى عليه لكي يدرك القارئ هنا عمق المأساة الجزائرية بعد الاستقلال، ولكن الكتابة عن هذه المأساة بكل وضوح والصراحة والموضوعية تكتنفها عقبات:
أولها:
أنه من السهل على الكاتب أن يكتب ليعرض آراءه وأفكاره وما يجب أن يكون على الواقع، وأن يكتب لكي يثبت لنفسه ولنا أننا على حق في كل ما نعتقده وأن كل شيء يمضي كما قدرنا ونقدر له والحمد لله. أما الصعب فهو أن نواجه الواقع بصراحة وشجاعة لكي نقهره ونتغلب عليه.
وثانيها:
أننا بالنسبة للقضية الجزائرية لسنا كالكتاب في أي مكان آخر من العالم أحرارا في أن نقول كل ما نراه ونعتقده؛ فنحن مع القضية، وملتزمون.
Page inconnue