Révélation de l'ère sur les secrets des gens de l'ère
Izhar al-ʿAsr li-Asrar Ahl al-ʿAsr
Genres
وفي هذا الشهر ولى السلطان ياقوت عبد السخاوي أمر الخشابية؛ وذلك أن قاضي القضاة، علم الدين صالح بن شيخ الإسلام السراج البلقيني، مرض مرضا شديدا، فسعى ابن ابن أخيه، أبو السعادات محمد بن تاج الدين محمد بن قاضي القضاة جلال الدين عبد الرحمن بن شيخ الإسلام البلقيني في وظيفتي تدريس الخشابية، ونظرها والخشابية مكان في جامع عمرو، محوط بدرابزين من خشب على هيئة المقصورة، مشهور بين الناس أنه المكان الذي كان يدرس به إمامنا الشافعي، فهو بهذا الاعتبار أعظم تداريس مصر، فسعى فيه أبو السعادات بمال، يقال: إنه ألفا دينار، وكان المتكلم له مع السلطان عبد السخاوي، فسأل السلطان عنه، فقال: هو قريب القاضي علم الدين، وهو فاضل، وكان السلطان يبغض البلاقنة. فقال: لان خذ أنت هذا المكان. فقال له ياقوت: يا مولانا السلطان، هذا أجل تداريس هذه البلدة يحضر به ابن البلقيني، ويحضر عنده العلماء، يدرس هو، ويبحث معه العلماء، فأنا لا أصلح لذلك. فقال وليتك النظر، فسعى القاضي الشافعي في التدريس، فعين له، ثم شفي القاضي علم الدين، واستمر ياقوت ناظرا، فزاد ارتفاعه بواسطته مائة ألف، فأوردها للسلطان، وطلب السلطان من القاضي علم الدين الألفين اللذين سعى بهما أبو السعادات وإلا زحزح عنه التدريس للقاضي الشافعي، فتكلم السفراء بينهما حتى رضي بألف فدفعها إليه.
وفي يوم الاثنين رابعه سافر القاضي عز الدين أحمد بن قاضي القضاة برهان الدين إبراهيم بن نصر الله الكناني الحنبلي بعياله إلى القدس، وغيره من بلاد الشام.
موت ابن عويد السراج:
Page 202