غنائي أنّي جاهدٌ لك ناصحٌ ... إذا جدَّ جِدّ الكرب غير مقاتل
ولكنني باكٍ عليك ومُعْوِل ... ومثنٍ بخير عند من هو سائلي
ومتّبع الماشين أمشي مُشيّعًا ... أعين برفقٍ عُقبةً كلَّ حاملِ
إلى بيت مثواك الذي أنت مُدخل ... وأرجع مهتمًا بما هو شاغلي
وقالَ امرؤ منهم أنا الأخ لا ترى ... أخًا لك مثلي عندَ جَهدِ الزلازلِ
لدى القبر تلقاني هنالك قاعدًا ... أجادل عنكم في رجال التجادل
وأقعدُ يومَ الوزن في الكفة التي ... تكون عليها جاهدًا في التثاقلِ
فلا تَنْسني واعلم مكاني فإنّني ... عليك شفيقٌ ناصحٌ غيرُ خاذلِ
وذلك ما قدَّمت من كل صالح ... تلاقيه إن أحسنت يوم التفاضلِ
أخرجه ابن أبي الدنيا وابن عساكر قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: هذا منكر من حديث الزهري، لا يشبه أن يكون حقًّا. قلت لأبي: ممّن هذا؟ قال من عبد الله بن عبد العزيز.
وأخرج ابن عساكر من طريق صدقة بن سابق عن محمد بن إسحاق قال: قال أبو بكر الصديق ﵁ فيما يذكرون والله أعلم في دخوله الغار مع رسول الله ﷺ:
قالَ النبيُّ ولم أجْزَعْ يوقِّرُني ... ونحن في سُدْفةٍ من ظلمة الغار
لا تَخش شيئًا فإن الله ثالثنا ... وقد توكَّلَ لي منه بإظهارِ
وأخرج الخطيب وابن عساكر عن أبي عبد الله ابن جعفر بن محمد المقرئ قال:
إذا أراد الله أمرًا بامرئ ... وكانَ ذا رأي وعلم وبَصَرْ
وحيلة يعملها في كل ما ... يأتي به مكروه أسباب القدر
أغراه بالجهل وأعمى قلبه ... وسله عن رأيه سلَّ الشّعر
حتَّى إذا أنفذ فيه حُكْمه ... ردّ عليه عقله ليعتبر
أخرج الخطيب وابن عساكر عن محمد بن مظهر الكوفي قال: قال أبو العتاهية: قد قلت عشرين ألف بيت في الزهد، وودت أن لي مكانها الأبيات الثلاثة التي قالها أبو نواس:
يا نُواسُّ توقَّرْ ... وتعزّى وتَصَبَّرْ
إنْ يكنْ ساءَل دهرٌ ... فلما سرَّك أكثرْ
يا كثير الذنب عفو ال ... له من ذنبك أكبر
وأخرج ابن الأنباري في أماليه والمعافى وابن عساكر عن ابن صفوان قال: لما حجَّ أبو نواس لبّى فقال:
إلهنا ما أعْدَلك ... مليكَ كلِّ منْ ملك
لبّيك قد لبَّيْت لك ... لبَّيْك إنّ الحمد له
والملك لا شريك له
وأخرج ابن عساكر من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي عن سعيد بن مسلم بن بانك قال: سمعت عامر بن عبد الله بن الزبير يقول: حدثني عوف بن الحارث بن الطفيل أن عائشة أخبرته أن رسول الله ﷺ قال: يا عائشة، إياك ومحقِّرات الذنوب، فإن لها من الله طالبًا. قال سعيد بن مسلم: فحدّثت بهذا الحديث عامر بن هشام فقال لي: ويحك يا سعيد، لقد حدّثني سليمان بن المغيرة أنه عمل ذنبًا فاستصغره، فأتاه آت في منامه فقال له: يا سليمان:
لا تحقِرَنَّ من الذنوب صغيرا ... إن الصغير غدًا يعودُ كبيرا
إنّ الصغير وإن تقادم عهدُه ... عند الإله مسطّرٌ تسطيرا
فازجُرْ هواك عن البطالة لا تكنْ ... صعب القياد وشمّرنْ تشميرا
إنّ المحبَّ إذا أحبَّ إلههُ ... طار الفؤادُ وأُلهم التفكيرا
فاسأل هدايتك الإله بنيّةٍ ... فكفى بربّك هاديًا ونصيرا
وقال ابن النجار في تاريخه: أنبأنا أبو الفتوح القرشي عن أبي منصور عبد الخالق بن زاهر النيسابوري، أنشدنا أبو تراب عبد الباقي بن يوسف المراغي، أنشدنا أبو محمد بن أبي علي القاضي التنوخي:
الرفقُ يُمنٌ وخيرُ القولِ أصدقُه ... وكثرةُ المزح مفتاحُ العداواتِ
الصدقُ بِرٌّ وقول الزورِ صاحبُه ... يومَ المعادِ حريٌّ بالعقوباتِ
وقال الخطيب في تاريخه: أخبرني محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي قال: أنشدنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري، قال: أنشدني أحمد بن القاسم المعروف بأخي أبي الليث الفرائضي.
لا تترك الحزمَ في أمرٍ هَمَمْت به ... فإنْ سَلِمْتَ فما بالحزم من باس
العجزُ ضُرُّ وما بالحزم من ضَررٍ ... وأحْزَمُ الحزمِ سوءُ الظنِّ بالناس
1 / 4