116

قال اليومن: «كانت هي إذن التي كان فارس الهيكل المتكبر يحملها عندما اخترق صفوفنا مساء أمس.»

رد اليهودي: «إيخابود (اسم عبري معناه «أين المجد؟» أو «لا مجد»)! إيخابود! قد زال المجد من بيتي!»

قال الزعيم ناظرا حوله : «يا أصدقاء، إن الرجل المسن ليس إلا يهوديا، ولكن حزنه يؤثر في. سنأخذ منك يا إيزاك الفدية نفسها التي سنأخذها من رئيس الدير آيمر، بل أقل منها بمائة كراون، وسيظل معك ستمائة كروان لتفتدي بها ابنتك. إن فرسان الهيكل يحبون بريق الشيكلات الفضية كما يحبون بريق العيون السوداء. أسرع واجعل صوت جلجلة الكروانات يرن في أذن دي بوا جيلبرت قبل أن تسوء الأمور. ستجده، وفقا لتقرير كشافينا، في مركز طائفته القريب.»

أما إيزاك، بعد أن برئ من جزء من هواجسه، بعلمه أن ابنته على قيد الحياة، وقد يكون بوسعه أن يفتديها، فقد ألقى بنفسه عند قدمي الخارج عن القانون الكريم ممرغا لحيته في حذائه، ومحاولا تقبيل طرف عباءته الخضراء. تراجع القائد إلى الوراء، وخلص نفسه من قبضة اليهودي دون أن يخفي بعض علامات الازدراء.

قال: «كلا، اللعنة عليك أيها الرجل، قف! لقد ولدت إنجليزيا، ولا أحب سجود الشرقيين. اسجد للرب وليس لآثم مسكين مثلي.»

قال رئيس الدير آيمر: «أجل أيها اليهودي، اسجد للرب، ممثلا في خادم مذبحه. ومن يدري ما سيحل عليك من نعمة وعلى ابنتك ريبيكا؟ إنني حزين على الفتاة؛ لأنها فتاة حسناء وذات وجه جميل، فلقد رأيتها في ساحة النزال في آشبي. كذلك، فإن براين دي بوا جيلبرت هو أحد الذين يمكنني أن أفعل الكثير من الأمور معه؛ فلتفكر كيف تستحق أن أقول له عنك كلاما طيبا.»

قال اليهودي: «وا أسفاه! وا أسفاه! إن الطامعين يظهرون لي في كل حدب وصوب؛ أنا أقدم كفريسة، كما سقط بنو إسرائيل فريسة في قبضة الآشوريين والمصريين.»

أطلق إيزاك أنينا عميقا، وبدأ يعتصر يديه، ولكن قائد اليوامنة تنحى به جانبا.

قال لوكسلي: «فكر جيدا يا إيزاك فيما ستفعل في هذا الأمر. ونصيحتي لك أن تتخذ من رجل الكنيسة هذا صديقا لك. إنه رجل مختال، يا إيزاك، وطماع؛ على الأقل يحتاج إلى المال ليشبع إسرافه. يمكنك بسهولة أن ترضي جشعه؛ لأنه لا تظن أنني منخدع بمزاعمك الكاذبة عن ادعائك الفقر. إنني مطلع تمام الاطلاع ، يا إيزاك، على الخزانة الحديدية التي تحتفظ فيها بأكياس نقودك. ماذا! ألا أعلم بالصخرة الكبيرة أسفل شجرة التفاح التي تقود إلى الغرفة المقببة أسفل حديقتك في يورك؟» شحب وجه اليهودي كوجوه الموتى. واستطرد اليومن قائلا: «ولكن لا تخش مني شيئا؛ فكلانا يعرف الآخر منذ وقت طويل. ألا تذكر اليومن المريض الذي خلصته ابنتك الجميلة ريبيكا من الأصفاد في يورك، واستبقيته في منزلك حتى استعاد صحته، وصرفته معافى، وأعطيته قطعة من النقود؟ ومع أنك مراب فإنك لم تمنح قطعة نقود بفائدة أفضل من ذلك المارك الفضي الزهيد؛ فقد وفر عليك اليوم خمسمائة كراون.»

قال إيزاك: «هل أنت إذن من كنا ندعوه ديكون جاذب القوس؟ لطالما ظننت أنني أعرف نبرة صوتك.»

Page inconnue