239

Le Don précieux concernant l'analyse grammaticale des mots difficiles des hadiths

إتحاف الحثيث بإعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث

Maison d'édition

دار ابن رجب

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م

Genres

(٣٥٧ - ٩) وفي حديثه: "إِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ أَنْ تَرَى هَهُنَا قَدْ مُلِئَ جِنَانًا" (١):
يجوز أن يكون تمييزًا؛ لأنّ الملء للمكان تكثر أنواعه فيتميز بعضها. ويجوز أن يكون مفعولًا ثانيًا (٢)؛ لأنك تقول: ملأت المكان بكذا، فيكون مفعولًا به.
(٣٥٨ - ١٠) وفي حديثه: "وَلَا تَتْرُكَنَّ صَلَاةً مَكْتُوبَةً مُتَعَمِّدًا" (٣):
"متعمدًا" حال، وصاحب الحال الضمير في "تتركن".
وفيه: "وَلَا تَرْفَعْ عَنْهُمْ عَصَاكَ أَدَبًا" هو مفعول له؛ تقديره: اضربهم تأديبًا، أي: للتأديب.
(٣٥٩ - ١١) وفي حديثه: "أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أَطْلُبُهُ فَقِيلَ لِي: خَرَجَ قَبْلُ" (٤): "قبل" هنا مبنية على الضم؛ لأنّها قطعت عن الإضافة، ومثله: ﴿لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ﴾ [الروم: ٤].
وفيه: "سَأَلْتُهُ ألَّا يُهْلِكَ أُمَّتِي غَرَقًا":
يجوز أن يكون تمييزًا وأن يكون في موضع الحال، وأن يكون مفعولًا له (٥).
(٣٦٠ - ١٢) وفي حديثه: "ألَّا يَلبِسَهُم شِيَعًا" (٦):

(١) صحيح: أخرجه مسلم (٧٠٦)، ومالك (٣٣٠)، وأحمد (٢١٥٦٥).
(٢) يعني في المعنى؛ لأنّ المفعول الأوّل في الأصل هو نائب الفاعل في قوله: "مليء".
(٣) إسناده حسن: أخرجه أحمد (٢١٥٧٠).
(٤) إسناده صعيف: أخرجه أحمد (٢١٥٧٧) من طريق الأعمش، عن رجاء الأنصاري عن عبد الله بن شداد، عن معاذ بن جبل به.
والأعمش مدلس، ورجاء الأنصاري قال الحافظ: مقبول. إِلَّا أنّه صح من حديث سعد بن أبي وقّاص، أخرجه مسلم (٢٨٩٠)، وأحمد (١٥١٩، ١٥٧٨)، إِلَّا أنّه بلفظ: "وسألته ألَّا يهلك أمتي بالغرق ... ".
(٥) قوله: "وأن يكون مفعولًا له" ممّا زلت أتعجب منه؛ فإن أصل المفعول له أن يكون علة الإقدام على الفعل، وهو جواب "لمه"، ومنه قوله تعالى: ﴿يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ﴾ [البقرة: ١٩]، فـ "حذر الموت" نصب لأنّه مفعول له، وكذلك موضع "من الصواعق" نصب على المفعول له، فهل قوله: "غرقًا" جاء جوابًا للسؤال: لماذا سألته ألَّا يهلك أمتك؟؟ مثلًا؟
(٦) إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (٢١٦٣١) قال: حدّثنا إسماعيل، عن أيوب، عن أبي قلابة؛ أن الطّاعون وقع بالشام .. القصة، وفيها: قال أبو قلابة: فعرفت الشّهادة، وعرفت الرّحمة، ولم أدر ما دعوة نبيكم، حتّى أنبئت أن رسول الله ﷺ بينما هو ذات ليلة يصلّي إذ قال في دعائه: ... وذكر الحديث. =

1 / 240