232

Le Don précieux concernant l'analyse grammaticale des mots difficiles des hadiths

إتحاف الحثيث بإعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث

Maison d'édition

دار ابن رجب

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م

Genres

حرف الميم
وفي حديث محمود بن لبيد الأشهلي (١)
(٣٤٢ - ١) قالوا: "مَا جَاءَ بكَ يَا عَمْرُو؟ أحَدَبًا (٢) عَلَى قَوْمكَ أَوْ رَغْبَةً فِي الإسْلَامِ؟ " (٣):
"حدبًا" و"رغبة" مصدران، انتصبا على المفعول له، أي: جِئْتَ للحدب أو الرغبة؟ ويجوز أن يكونا حالين، أي: حادبًا وراغبًا. وفيه: "بل رغبة" يجوز رفعه، أي: بل (٤) ذلك رغبة، أو جاء بي الرغبة،، والنصب على المفعول له.

(١) ولد على عهد رسول الله ﷺ، وأقام بالمدينة، وكان أحد العلماء. توفي سنة (٩٦ هـ).
ينظر ترجمته في: "الاستيعاب" (٣/ ١٣٧٨)، و"أسدّ الغابة" (٤/ ٣٤١)، و"الإصابة" (٦/ ٤٢).
(٢) ليس في الروايات "أحدبًا" بالدال المهملة، ولم يذكرها ابن الأثير، وإنّما الوارد بالراء، وحينئذ يكون ضبط هذه الكلمة هكذا: "أحَرْبَا" أو "أحَرِبَا"، وعلى الضبط الأوّل يعني: أَعَدُوًّا؟، وعلى الثّاني يعني: أغضبان على قومك؟؛ يقال: حَرِبَ الرَّجل يَحْرَبُ حَرَبًا، اشتد غضبه.
قلت: والظاهر أن "أحَدَبًا" تصحيف؛ فإنّه يقال: حَدِب فلان على فلان يَحْدَبُ حَدَبًا، فهو حَدِبٌ، وتحدَّب: تعطَّف، وحنا عليه.
وسياق القصة لا يحتمل؛ فإن أبا هريرة كان يقول: حدِّثوني عن رجل دخل الجنَّة لم يصل قط، فإذا لم يعرفه النَّاس سألوه: من هو؟ فيقول: أصيرم بني عبد الاشهل عمرو بن ثابت بن وقش. قال الحصين: فقلت لمحمود بن لبيد: كيف كان شأن الأصيرم؟ قال: كان يأبى الإسلام على قومه، فلما كان يَوْمُ أحد وخرج رسول الله ﷺ إلى أحد، بدا له الإسلام فأسلم، فأخذ سيفه، فغدا حتّى أتى القوم، فدخل في عرض النَّاس، فقاتل حتّى أثبتته الجراحة. قال: فبينما رجال بني عبد الأشهل يلتمسون قتلاهم في المعركة إذا هم به، فقالوا: إن هذا للأصيرم، وما جاء، لقد تركناه وإنه لمنكر هذا الحديث؟ فسألوه ما جاء به؟ قالوا: ما جاء بك يا عمرو؟ أحربًا على قومك أو رغبة في الإسلام؟ قال: بل رغبة في الإسلام، آمنت بالله ورسوله وأسلمت، ثمّ أخذت سيفي فغدوت مع رسول الله ﷺ فقاتلت حتّى أصابني ما أصابني. قال: ثمّ لم يلبث أن مات في أيديهم، فذكروه لرسول الله ﷺ فقال: "إنّه لمن أهل الجنَّة".
(٣) إسناده حسن: أخرجه أحمد (٢٣١٢٣).
(٤) في خ: قبل.

1 / 233