Le Don précieux concernant l'analyse grammaticale des mots difficiles des hadiths

Muhibb Din Cukbari d. 616 AH
216

Le Don précieux concernant l'analyse grammaticale des mots difficiles des hadiths

إتحاف الحثيث بإعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث

Maison d'édition

دار ابن رجب

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م

Genres

"إذا" هذه ظرف مكان، ومعناه المفاجأة، و"أنا" مبتدأ، وفي الخبر وجهان: أحدهما: "برباح"، والتقدير: فإذا أنا بصرت برباح، و"إذا" على هذا منصوبة بـ "بصرت". والثانى: الخبر هو "فإذا"؛ لأنّه مكان، وظرف المكان يكون خبرًا عن الجثة، و"برباح" في موضع المفعول (١). وأمّا "قاعدًا" فحال من "رباح"، والعامل فيها ما تتعلّق به الباء. (٣١٦ - ٤) وفي حديثه: "لَا تَلعَنُوهُ - يعني حمارًا - فَوَاللَّه مَا عَلمْتُ إنَّهُ يُحبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ " (٢): في المعنى (٣) وجهان: أحدهما: هو أن "ما" زائدة، أي: فوالله علمت أنّه. والهمزة على هذا مفتوحة لا غير. والثّاني: ألَّا تكون زائدة، ويكون المفعول محذوفًا، أي: ما علمت عليه أو منه سوءًا. ثمّ استأنف فقال: إنّه يحب الله ورسوله، فالهمزة على هذا مسكورة (٤).

(١) يعني للفعل المقدر "بصرت". (٢) صحيح: أخرجه البخاريّ (٦٧٨٠)، وقصته؛ أن رجلًا على عهد النّبيّ ﷺ كان اسمه عبد اللَّه، وكان يلقب حمارًا، وكان يُضْحك رسول الله ﷺ، وكان النّبيّ ﷺ قد جلده في الشراب، فأتي به يومًا فأمر به فجلد، فقال رجل من القوم: اللَّهُمَّ العنه؛ ما أكثر ما يؤتى به. فقال النّبيّ- ﷺ: " لا تلعنوه؛ فواللَّه ما علمت إنّه يحب الله ورسوله". (٣) وكأن الناسخ لم يستمرىء المعنى، فظن أن هناك "ماهـ محذوفة، فوضعها هكذا: "فواللَّه ما علمت أنّه ما يحب الله ورسوله". (٤) وقال الكرماني: فإن قلت: "ما" موصولة لا نافية، فكيف وقع جوابًا للقسم؟ قلت: جوابه "إنّه يحب اللَّه"، وهو خبر متدأ محذوف، أي: هو ما علقه منه، والجملة معترضة بين القسم وجوابه. وقال الزركشي: معناه: الّذي علمت، و"أنّه" مفتوحة، وهي وما بعدها في موضع مفعول "علمت". وقال المظهري: "ما" موصولة، و"إن" مع اسمه وخبره سد مسد مفعولي "علمت"؛ لكونه مشتملًا على المنسوب والمنسوب عليه، والضمير في "أن" يعود إلى الموصولة، والموصول مع صلته خبر مبتدأ =

1 / 217