Le Don précieux concernant l'analyse grammaticale des mots difficiles des hadiths

Muhibb Din Cukbari d. 616 AH
103

Le Don précieux concernant l'analyse grammaticale des mots difficiles des hadiths

إتحاف الحثيث بإعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث

Maison d'édition

دار ابن رجب

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م

Genres

وقتنا، وحذف الموصوف وأقام الصِّفَة مقامه. ويجوز أن تكون حالًا، من ضمير الفاعل، أي: ذكرك مستأنفًا لذكرك، ومنه قوله تعالى: ﴿مَاذَا قَالَ آنِفًا﴾ [محمّد: ١٦]. وقوله في هذا الحديث أيضًا: "بيَّنَّا هو يخطب إذ عرض له في خطبته فقال: يدخل عليكم .. الحديث". تقديره: عرض له أن قال (١) كذا، ثمّ حذفه. وهذا كقوله تعالى: ﴿ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ﴾ [يوسف: ٣٥] أي: بدا لهم رأي أو قول (٢).

= خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا﴾ [محمّد: ١٦] قال الأستاذ محي الدين درويش: "وآنفًا: حال من الضمير في "قال"، أي: مؤتنفًا، وأعربه الزمخشري وأبو البقاء ظرفًا، أي: ماذا قال السّاعة؟ . وأنكر أبو حيان ذلك وقال: ولا نعلم أحدًا من النحاة عده في الظروف، وقال ابن عطية: والمفسرون يقولون: آنفًا معناه: السّاعة الماضية القريبة منا، وهذا تفسير بالمعنى. وقال في "القاموس": "وقال آنفًا كصاحب وكتف، وقرئ بهما، أي: مذ ساعة، أي: في أول وقت يقرب منا" كأنّه يميل إلى نصبه على الظرفية. وقال الزجاج: هو من استأنفت الشيء، إذا ابتدأته، والمعنى: ماذا قال في أول وقت يقرب منا. وعلى هذا رجحت كفة القائلين بالظرفية اهـ. ينظر: "إعراب القرآن الكريم وبيانه"، (٩/ ٢١١)، ط. دار الإرشاد - سوريا (١٤٠٨ هـ). (١) لا حاجة إلى تقدير القول؛ فهو مذكور بلفظه في هذه الرِّواية، إِلَّا أنّه يعني أن جملة "فقال" معطوفة على محذوف تقديره: عرض له قول، وهذا خلافًا لمن منع حذف الفاعل، ومنهم أبو حيان؛ كما قال في تفسير قوله تعالى: ﴿لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ﴾ [الأنعام: ٩٤] على قراءة من فتح "بينكم". (٢) اختلف في فاعل الفعل الّذي هو "بدا"، فقيل: محذوف، و"ليسجننه" قائم مقامه، أي: بدا لهم سجنه، فحذت وأقيم "ليسجننه" مقامه، ولا يجوز أن يكون هو الفاعل؛ لأنّه جملة والجملة لا تكون فاعلًا خلافًا لسيبويه،، وقيل: مضمر فيه، وهو مصدر "بدا"، أي: بدا لهم بداء، أي: ظهر لهم رأي، وقد أظهره الشاعر في قوله: لعلّك والموعودُ حق لقاؤه ... بدا لك من تلك القلوص بداء ودل "ليسجننه" على تفسير هذا البداء. ينظر: "الفريد في إعراب القرآن المجيد" (٣/ ٦٢)، لابن أبي العز الهمذاني (ت ٦٤٣ هـ)، تحقيق د. محمّد حسن النمر، د. فؤاد على مخيمر، دار الثقافة- الدوحة ط. أولى سنة (١٩٩١ م).

1 / 104