156

Itmam de la perspicacité pour les lecteurs de An-Nuqayah

إتمام الدراية لقراء النقاية

Chercheur

إبراهيم العجوز

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

1405 AH

Lieu d'édition

بيروت

وَيكون تَارَة بِأَن تقهر الطبيعة الْمَرَض وتدفعه بالتمام وَهُوَ الْكَامِل وَتارَة بِأَن تقهره قهرأ تتمكن بِهِ من قهره بالتمام وَهُوَ النَّاقِص وَتارَة بِأَن تَدْفَعهُ عَن الْقلب والأعضاء الرئيسة إِلَى بعض الْأَطْرَاف وَهُوَ الِانْتِقَال وَتارَة بِأَن يستولي الْمَرَض فَيفْسد الْبدن بِهِ أَو بآخر يكون الأول مُهَيَّأ لَهُ وَهُوَ الرَّدِيء
الْأُمُور الضرورية
الْأُمُور الضرورية سِتَّة مِنْهَا الْهَوَاء وَهُوَ أَشدّهَا احتياجا إِلَيْهِ وأفضله المكشوف للشمس لِأَنَّهَا الْمصلحَة لَهُ إِلَّا إِذا فسد فَسَادًا عَاما فَإِن المكشوف حِينَئِذٍ أقتل من المغموم والمحجوب
وَمِنْهَا الْمَأْكُول وَيخْتَلف حَاله بالأمراض وَأصْلح الْخبز المختمر النضيج التنوري الْبري لِأَن مَا اجْتمعت فِيهِ الْأَوْصَاف الْمَذْكُورَة أخف على الْمعدة وأسرع للهضم والأصلح فِي الطَّاعُون الشّعير لِأَنَّهُ بَارِد يَابِس وَأَقل غذَاء من الْبر والملائم للطاعون مَا مَال إِلَى الْبرد والجفاف وَتَخْفِيف الْمعدة إِذا أقبل الْأَبدَان لَهُ الرّطبَة وأبعدها مِنْهُ الجافة
وَأصْلح اللَّحْم الْحَدث الطري للطفه وَكَثْرَة غذائه وقبوله للهضم بِخِلَاف ضِدّه وأفضله الضَّأْن وأطيبه لحم الظّهْر فقد روى النَّسَائِيّ وَابْن ماجة حَدِيث
أطيب اللَّحْم لحم الظّهْر وروى ابْن ماجة أَيْضا حَدِيث
سيد طَعَام أهل الدُّنْيَا وَأهل الْجنَّة اللَّحْم
وَأصْلح الْبُقُول الخس لِأَنَّهُ أغذاها وَمِنْهَا المشروب وأفضله المَاء الْخَفِيف الصافي الحلو الْبَارِد السَّرِيع الْبُرُودَة والسخونة للطاقة جوهره الْجَارِي على طين المسيل لَا حماة وَلَا سبخَة ويليه الصخر من علو إِلَى أَسْفَل فِي جِهَة الْمشرق فِي أَوديَة عَظِيمَة مكشوفة للشمس والرياح بِخِلَاف مَا فقد صفة من هَذِه الْأَوْصَاف فَإِنَّهُ يُورث أمراضا بِحَسب تِلْكَ الصّفة كالسدد فِي الكدر والهزال والتجفيف فِي المالح وَضعف الْمعدة فِي السخن وَالطحَال وَغَيره فِي الراكد وَقد روى التِّرْمِذِيّ عَن عَائِشَة ﵂ قَالَت
كَانَ أحب الشَّرَاب إِلَى رَسُول

1 / 158