Itmam de la perspicacité pour les lecteurs de An-Nuqayah

Galal al-Din al-Suyuti d. 911 AH
150

Itmam de la perspicacité pour les lecteurs de An-Nuqayah

إتمام الدراية لقراء النقاية

Chercheur

إبراهيم العجوز

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

1405 AH

Lieu d'édition

بيروت

الْبيض الرَّقِيق قُدَّام الطَّبَقَة العنكبوتية توقي الجلدية وتنديها وجدلية وَهِي رُطُوبَة تشبه الجليد الجامد فِي وسط الْعين وَهِي أشرف أَجْزَائِهَا لِأَنَّهَا آلَة الإبصار وكل مَا فِي الْعين يخدمها وزجاجية وَهِي جسم أَبيض كالزجاج الْأَبْيَض الذائب وسط الشبكية خلف الجلدية لتذوها الْأذن الْأذن من لحم وغضروف وَعصب حساس وَلَيْسَ السّمع فِيهَا بل هُوَ قُوَّة فِي العصب المفروش على سطح بَاطِن الصماخين بِخِلَاف الْبَصَر فَهُوَ من المقلة وأمدت بالمرارة وَالْعين بالملوحة لحكمة كَمَا روى أَبُو نعيم فِي الْحِلْية من طَرِيق جَعْفَر بن مُحَمَّد الصَّادِق عَن أَبِيه عَن جده أَن رَسُول الله ﷺ قَالَ إِن الله جعل لِابْنِ آدم الملوحة فِي الْعَينَيْنِ لِأَنَّهُمَا شحمتان وَلَوْلَا ذَلِك لذاباتا وَجعل المرارة فِي الْأُذُنَيْنِ حِجَابا من الدَّوَابّ مَا دخلت الرَّأْس دَابَّة إِلَّا التمست الْوُصُول إِلَى الدِّمَاغ فَإِذا ذاقت المرارة التمست الْخُرُوج وَجعل الْحَرَارَة فِي المنخرين يستنشق بهَا الرّيح وَلَوْلَا ذَلِك لأنتن الدِّمَاغ وَجعل العذوبة فِي الشفتين يجد بهَا طعم كل شَيْء وَيسمع النَّاس حلاوة مَنْطِقه اللِّسَان من لحم رخو وردي أَي يشبه لون الْورْد وَإِن تغير عَنهُ لعَارض وغضروف وشريان وغشاء لَهُ حسن وَفِي العصب المفروش على جرمه قُوَّة الذَّوْق وأمد بالريق ليتأتى لَهُ التقطيع والترديد فِي الْكَلَام وليعين على وُصُول الطَّعَام إِلَى الْمعدة الْقلب الْقلب مخروط صنوبري أَي كَهَيئَةِ الصنوبر قَاعِدَته فِي وسط الصُّدُور وَرَأسه مائل إِلَى الْجَانِب الْأَيْسَر وَلِهَذَا يطول النّوم عَلَيْهِ لِأَنَّهُ أهنى لَهُ لَونه أَحْمَر رماني من لحم وليف وغشاء صلب قَالَ جالينوس وَفِيه تجويفان أَيمن وأيسر وَالدَّم فِي الْأَيْمن أَكثر وهما عرقان يأخذان إِلَى الدِّمَاغ فَإِذا عرض للقلب

1 / 152