91

إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم

إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم

Maison d'édition

دار الإيمان

Numéro d'édition

-

Lieu d'édition

القاهرة

Genres

وأن يكون المبلّغ كما سمع منه ﷺ، ولذ قال ابن حبان تبويبا لهذا الحديث: «ذكر البيان بأن هذا الفضل إنما يكون لمن أدى ما وصفنا كما سمعه سواء من غير تغيير ولا تبديل» «١» . فهذه الأدلة العامة في مسألة الاقتداء في أداء اللفظ القراني.
ومن الأدلة الخاصة:
قول علي ﵁: «إن رسول الله ﷺ يأمركم أن تقرؤوا كما علمتم» «٢»، فهذا في أداء اللفظ، وويدل على الاقتداء به في الهيئة التي يكون عليها المرء عند أداء اللفظ ما قاله علي بن أبي طالب ﵁ قال: «كان رسول الله ﷺ يقضي حاجته فيقرأ القران، ويأكل معنا اللحم، ولم يكن يحجبه- وربما قال- يحجزه عن القران شيء ليس الجنابة» «٣»، ومن أجل هذا الاقتداء به ﷺ فقد ظهر تعليمه ﷺ في تعليم الصحابة ﵃ من تلاميذه، وتميّز أساليبهم وهي انعكاس صحيح لأسلوبه، وما ذكر من أخبارهم في ذلك حجة على ما لم قيام ما لم يذكر.

(١) ابن حبان (١/ ٢٧١)، مرجع سابق.
(٢) ابن حبان (٣/ ٢١)، مرجع سابق.
(٣) المختارة (٢/ ٢١٥)، أبو داود (١/ ٥٩)، البيهقي في سننه الكبرى (١/ ٣٨)، مراجع سابقة.

1 / 94