. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
_________
وأبو داود في كتاب الصلاة، ح (٩٣٠)، ١/٥٧٠، وابن أبي عاصم في كتاب السنة بتحقيق الألباني، ح (٤٨٩)، ١/٢١٥، والنسائي، كتاب السهو، ٣/١٣، ومالك في الموطأ، كتاب العتق والولاء، باب ما يجوز من العتق في الرقاب الواجبة، ٢/٧٧٦، إلا أن مالكا قال: عن عمر بن الحكم، صوابه: معاوية، وقد وهم فيه مالك، كما قال الحافظ. انظر: التقريب ٢/٥٣. وذكره الزرقاني في شرح الموطأ ٤/٨٤. ورواه ابن أبي زمنين المالكي في أصول السنة، انظر: ح (٤٧)، ١/٣٥٣، بتحقيق محمد هارون، وتابع مالكا في هذا الوهم أيضا. وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات ص ٤٢٢، إلا أنه وهم، فقال: إن مسلما أخرج الحديث دون قصة الجارية.
وأحمد في المسند ٥/٤٤٧، وأبو داود الطيالسي ح (١١٠٥)، وابن خزيمة في كتاب التوحيد ص ١٢١.
التعليق:
وهكذا نرى أن الجارية بادرت فأجابت النبي ﷺ بمحض الفطرة بأن الله في السماء - حين سألها أين الله؟
وكل صاحب فطرة مستقيمة لا يمكن أن يجيب على مثل هذا السؤال إلا بما أجابت به الجارية، ففي الخبر مسألتان -كما يقول الإمام الذهبي- ﵀: إحداهما: شرعية قول المسلم: "أين الله". وثانيهما: قول المسؤول: "في السماء" فمن أنكر هاتين المسألتين، فإنما ينكر على المصطفى ﷺ. العلو ص ٢٦.
وقال عثمان بن سعيد الدارمي: ففي حديث رسول الله ﷺ هذا دليل على أن الرجل إذا لم يعلم أن الله ﷿ في السماء دون الأرض فليس بمؤمن، ولو كان عبدا فأعتق لم يجز في رقبة مؤمنة، إذ لا يعلم أن الله في السماء، ألا ترى أن رسول الله ﷺ جعل أمارة إيمانها معرفتها أن الله في السماء، وفي قول رسول الله ﷺ: "أين الله؟ " تكذيب لقول من يقول: هو في كل مكان، لا يوصف بأين، لأن شيئا لا يخلو منه مكان يستحيل أن يقال: أين هو؟ ولا يقال أين؟ إلا لمن هو في مكان، يخلو منه مكان، ولو كان الأمر كما يدعي هؤلاء الزائفة لأنكر عليها رسول الله ﷺ قولها وعلمها، ولكنها علمت به فصدقها رسول الله ﷺ، وشهد لها بالإيمان بذلك، ولو كان في الأرض كما هو في السماء لم يتم إيمانها حتى تعرفه في الأرض كما عرفته في السماء. فالله ﵎ فوق عرشه فوق سماواته، بائن من خلقه، فمن لم يعرفه بذلك لم يعرف إلهه الذي يعبد، وعلمه من فوق العرش بأقصى
1 / 70