٢٦- ابن عيينة: عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قالوا: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: «هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة ليست في سحابة؟ قالوا: لا. قال: هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحابة؟ قالوا: لا. قال: فوالذي نفسي بيده، لا تضارون في رؤية ربكم كما لا تضارون في رؤية أحدهما، يلقى العبد ربه يوم القيامة، فيقول: أي فل: ألم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأس وتربع؟ فظننت أنك ملاقي؟ فيقول: لا، فيقول: إني أنساك كما نسيتني.
[ثم يلقى الثاني، فيقول: أي فل، ألم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأس وتربع؟ فيقول بلى أي رب. فيقول: أفظننت أنك ملاقي؟ فيقول: لا. فيقول: فإني أنساك اليوم كما نسيتني.
ثم يلقى الثالث، فيقول له مثل ذلك، فيقول: يا رب] آمنت بك ⦗٤١⦘ وبكتابك ورسلك وصمت وتصدقت وصليت، ويثني بخير ما استطاع، فيقول: فها هنا إذًا، فيقول: ألا نبعث عليك شاهدًا، قال: فيتفكر في نفسه من الذي يشهد علي؟! قال: فيختم على فيه ويقال لفخده: انطقي، فتنطق فخده ولحمه وعظامه بعمله ما كان، وذلك ليعذر من نفسه، وذلك المنافق الذي يسخط الله عليه ويغضب عليه.
وينادي منادٍ: ألا تتبع كل أمةٍ ما كانت تعبد. والشياطين والصليب يتبعهم أولياؤهم، ونبقى أيه المؤمنين ثلاثًا، فيقول ربنا ﷿: على ما هؤلاء؟ فيقولون: نحن عباد الله المؤمنون؛ آمنا بالله ولم نشرك به شيئًا، وهذا مقامنا حتى يأتينا ربنا ﷿. [قال: فيقول: أنا ربكم فامضوا] فينطلق حتى يأتي الجسر وعليه كلاليب من نار تخطف الناس. فعند ذلك حلت الشفاعة لهم، اللهم سلم، اللهم سلم. فإذا جاوز الجسر، فكل من أنفق زوجًا مما يملك من المال في سبيل الله فكل خزنة الجنة تدعوه: يا عبد الله، يا مسلم، هذا خيرٌ، تعال. قال أبو بكر: يا رسول الله، ذاك العبد لا توى عليه، يدع بابًا ويلج آخر! فضرب على منكبه، فقال: والذي نفسي بيده، إني لأرجو أن تكون منهم.
أخرجه مسلم.
1 / 40