فكانت الفترة بين موسى وعيسى صلى الله عليهما نحو ألفي سنة (¬1) ، لعظم آيات موسى ، وعظم الكتاب الذي أنزل معه ، ولما بعث بينهما من الأنبياء ، صلوات الله عليهم ، وهذه المدة أطول المدد التي كانت بين من ذكرنا عليهم السلام .
ثم لما تزايد الكفر ، وتغيرت أحوال بني إسرائيل ، وشاع الإلحاد بالفلاسفة ، بعث الله تعالى عيسى صلى الله عليه وبقي فيهم ما بقي . وقد أكرمه الله تعالى ورفعه إليه ، ثم كانت الفترة بينه وبين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله نحو ستمائة عام (¬2) .
فكانت هذه المدة أوسط المدد . وذلك - والله أعلم - لأن حجج الله تعالى كثرت فيها ، لبقاء التوراة والزبور ، ونزول الانجيل . ومع ذلك كثر الضلال ، وقيل في المسيح صلى الله عليه قولان عظيمان:
أحدهما: ما قالت اليهود (¬3) .
والثاني: ما قالته النصارى (¬4) .
Page 59