على أنه كيف كان يأمن أن يكون فيمن يستكتم من يرتد وينافق ويذيع ما استكتم ؟كما حكي من ارتداد عبد الله بن سرح (¬1) بعد ما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استكتمه كثيرا من الوحي معه ، وأملاه عليه ، على أن المسلمين كانوا لا يقرون يسيرا لشبهة حتى تنحل عنهم ، والمنافقون يتعلقون بيسير ما يظنونه شبهة ، كما روي عن عمر وغيره يوم الحديبية ، حين أراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم الإنصراف عنها ، أنهم قالوا: (( ألسنا وعدنا دخول مكة آمنين ؟ فقيل: هل عينت لكم هذه السنة بعينها ؟! قالوا: اللهم لا ، فسكتوا واستقامت بصائرهم )) (¬1) .
ولما روي أن ناقة لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله ضلت . فتكلم المنافقون في ذلك ، حتى قال صلى الله عليه وعلى آله: (( إني لا أعلم إلا ما علمنيه الله تعالى )) (¬2) ، وذكر لهم موضع الناقة وحالها حتى وجدوها على ما وصف لهم .
Page 79