============================================================
قنة الحامة عالم النفس بذكاء فطنته تهيأ له العبادة عن ذلك العالم بأمر ونهي او وعد او عد بل حكايات ورموزات يخالف بعضها بعضا فيها ولا تستقر علي برهان يبين تبطوه بقولهم الا ما كان ملتقطا من ألسن الرسل الذين تقدموهم في العبارة عن خلقين الأولين في عالمهما وفي الإقرار بالمبدع الحق الذي ابدع العالمين بوحدته رادته كذلك زرادشت وماني وبها فريد ومزدك(1 وديصان وفرقون وغيرهم من نبنين لم بحصروا على شيء ؛ فان أكسبهم زرادشت عامة كتبه موضوعة على مارة هذا العالم والميل الى الشهوات الحسية واستعمالها وجعل الاجرة والثواب لكل لذة حسية وشهوة طبيعية ، وفي العقل من الافكار اعني لما هذا به هذا الكتاب ما اذا تأمله صاحبه عرف ان النبوءة اذا انتقلت من نسلها اتت يمثل هذه الفضائح وكذلك سيلمة الكذاب وطلحة والقطري وامثالهم قد اجتهدوا في وضع شيء يتجمع في لوب الناس ويستقر في عقولهم فلم يمكنهم ذلك اذ ليسوا من اهل بيت النبوءة فاذا النبوءة ثابتة في نسل واحد غير منتقلة عنه فاعرفه .
وما يصنع بالنبوءة وانت ترى الامامة والخلافة لما انتقلث من اهل بيت النبوءة رفعت الى اولاد تيم وعدي وامية اتت بالخلاف وإظهار الفتن من سفك الدماء استحلال الفروج وانتهاب الاموال والتجارات، وفي كل يوم تزداد شرا حتى لم يق من الاسلام الا اسمه ومن القرآن الا رسمه ورجع الناس الى الجاهلية وقد رضي عيم الامامة بزعمهم من رئاسته وإمامته بقضاء وطره من اللذات الحسية وقلة اكثراثه ما ينزل برعيته الذين افاضوا الإمامة اليه من الظلم والجور ونبذهم الدين وراء ظهورهم، رى ايدك الله ان الإمامة ان كانت في اهل بيت النبوءة اوالرسالة ايرضى زعيم الإمامة بففاء وطره دون نظر رعيته او يجعلهم في اللبس والضلالة والحيرة والعمى ، كلا بل يجعل الاشتغال بأمر الدين مقدما على سائر اشتغاله ، فيقف رعيته على المحجة اليضاء لما جعل الله له تعالى ذكره في اهل بيت النبوءة من الرفق والسياسة والقوة والهداية باتصال نور الله بهم ونزول البركات عليهم اناء ليلهم ونهارهم فإذأ كانت الإمامة لا تستقر الا في اهل بيت النبوءة، فكيف بتوهم ان النبوءة تستقر في غير بيت اهل النبوءة، فإذا النبوءة ثابتة في نسل واحد غير منقطعة عنه فاعرفه .
(1) وردت في نسخة م مزدق.
Page 181