============================================================
كتاب اثيات النبومات الشريعة المنسوبة المنسوخة او حرم جميع ما كان يحله كان في ذلك ايهام انه جاء على معاندته ويخالفته اذا خالفه في جميع الوجوه، فإذا ترك بعض ما كان يحله محللا او بعض ما كان يحرمه محرما: خرج ان يكون معاندة او مخالفة، ولزم ان يكون ما يحلله وما يحرمه انما هو على حسب ما توجبه السياسة لاهل دوره وملته ، فان كل رسول يشارك الذي سبقه بالرسالة في حرفه الذي ناله من السابق، ويختص بحرفه الذي يناله فبمقدار ما يشاركه في حرفه يشارك شريعته في باب التحليل والتحريم . وبالمقدار الذي يختص به من الحروف خص شربعته باشياء من التحليل والتحريم اعلاما منه لمن يقبل شريعته انه قد خص بما حل له من حرفه الذي ينظر فيه باشياء من فوائد السابق ما قد كان محظورا على من سبقه في نيله ، وحظر عليه بإزائه الركون الى الدنيا ، والاستمتاع بها كما حرم الله تعالى على اول النطقاء وهو آدم عليه السلام الأكل من الشجرة(1 التي نهاه عن اكلها ، وهو حد الآخرة انحظورة على جميع البشرنيله والنظر اليه، فكل من تأخر بإداء الرسالة يكون حاكما على شربعة من تقدمه بإدائها في باب التحليل والتحريم فيترك من حلالها وحرامها ما شاء على حسب ما ينال النظر في حرف صاحب الشريعة المتقدمة ، ويحرم من حلاها ويحلل من خرامها ما شاء على حسب ما خص به من حرفه . ورسولنا عليه السلام اذ هو خاتم اصحاب الشرائع في باب النظر في حروفهم وفاقهم بحرفه المخصوص به دونهم ، فله ان يحرم ما حرموا ويحلل بعض ما حللوا ، وله ان يخص شريعته بالتحليل والتحريم دونهم في الجملة .
فان الشرائع لما لزمت الاشخاص الانسانية المحدثة في عالم التراكيب . واستقر امر التراكيب على الاقدار الثلاثة من الطول والعرض والعمق ، كانت الشرائع جميعها يوافق بعضها بعضا في ثلاثة اشياء: احدها : الايمان بالله ، والثاني : الايمان بالرسول: الثالث : الايمان باليوم الآخر . وقد صرح الله تبارك وتعالى في قوله : { وما آميروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويوتوا الزكاة وذلك دين القيامة * يعني وما امروا الا ان يعرفوا الله حق معرفته وينزهوه عن سمات بريته طاهرين من الشرك والتشبيه ، ويقيموا الصلاة وهو على الطاعة والخضوع لصاحب الملة(2 ، ويوتوا الزكاة يعني ان يؤتوا من انفسهم الخضوع
(1) وردت في نسخة س الاشجار .
(2) وردت في النسخة س المكة.
Page 102