407

Itharat Targhib

إثارة الترغيب والتشويق إلى المساجد الثلاثة والبيت العتيق‏ - الجزء1

Genres

الأنبياء، فمن اتخذ الصخرة اليوم قبلة يصلى إليها فهو كافر مرتد يستتاب، فإن تاب وإلا قتل، مع أنها كانت قبلة لكن نسخ ذلك ، فكيف بمن يتخذها مكانا يطاف به كما يطاف بالكعبة، والطواف بغير الكعبة لم يشرعه الله.

وكذلك من قصد أن يسوق إليها غنما أو بقرا ليذبحها هناك ويعتقد أن الأضحية فيها أفضل، وأن يحلق فيها شعره فى العيد، أو أن يسافر إليها ليعرف بها عشية عرفه فهذه الأمور التى يشبه بها بيت المقدس فى الوقوف والطواف والذبح والحلق من البدع والضلالات، ومن فعل شيئا من ذلك معتقدا أن هذا قربة إلى الله فإنه يستتاب وإلا قتل، كما لو صلى إلى الصخرة معتقدا أن استقبالها فى الصلاة قربة كاستقبال الكعبة؛ ولهذا بنى عمر بن الخطاب مصلى المسلمين فى مقدم المسجد الأقصى.

فإن المسجد الاقصى اسم لجميع المسجد الذى بناه سليمان- (عليه السلام)- وقد صار بعض الناس يسمى الأقصى: المصلى الذى بناه عمر بن الخطاب- رضى الله عنه- فى مقدمه.

والصلاة فى هذا المصلى الذى بناه عمر للمسلمين أفضل من الصلاة فى سائر المسجد؛ فإن عمر بن الخطاب لما فتح بيت المقدس وكان على الصخرة زبالة عظيمة؛ لأن النصارى كانوا يقصدون إهانتها مقابلة لليهود الذى يصلون إليها، فأمر عمر- رضى الله عنه- بإزالة النجاسة عنها، وقال لكعب الأحبار: أين ترى أن نبنى مصلى المسلمين؟ فقال: خلف الصخرة. فقال: يا ابن اليهودية! خالطتك يهودية، بل ابنيه أمامها؛ فإن لنا صدور المسجد (1).

ولهذا كان أئمة الأمة إذا دخلوا المسجد قصدوا الصلاة فى المصلى الذى بناه عمر.

وقد روى عن عمر- رضى الله عنه- أنه صلى فى محراب داود، وأما الصخرة فلم يصل عندها عمر- رضى الله عنه- ولا الصحابة، ولا كان على عهد الخلفاء الراشدين عليها قبة بل كانت مكشوفة فى خلافة عمر وعثمان وعلى ومعاوية

Page 437