Itharat Targhib
إثارة الترغيب والتشويق إلى المساجد الثلاثة والبيت العتيق - الجزء1
Genres
وروى عن أنس- رضى الله عنه- قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «لما تجلى الله تعالى لجبل طور سيناء تشظى منه شظايا فنزلت بمكة ثلاثة: أحد، وعير، وورقان» (1).
وفى رواية ابن زبالة فى أحد: «إنه جبل يحبنا ونحبه جبل ليس من جبال أرضنا». وهو مؤكد لحديث أنس رضى الله عنه، فأحد معروف، وعير يقابله من قبلى المدينة وهى بينهما، وهو جبل أسود.
وقال السهيلى: سمى أحد لتوحده وانقطاعه عن جبال أخر هناك.
وفى قبلى أحد قبور الشهداء السعداء الذين قتلوا بين يدى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقال: إنه قتل من المشركين اثنان وعشرون. وقيل: قتل يومئذ خمسة من الأنصار رضى الله عنهم، وسبعون من المهاجرين رضى الله عنهم. وقيل: قتل من الصحابة- رضى الله عنهم- سبعون رجلا. وقيل: خمسة وستون بينهم حمزة بن عبد المطلب عم النبى (صلى الله عليه وسلم) بحربة وحشى، وشج جبين سيد المرسلين وكسرت رباعيته وجرحت وجنته ودخلت عليه حلقتان من المغفر، ووقع فى حفرة من الحفر التى كيد بها المسلمون، فاتقاه طلحة بن عبيد الله رضى الله عنه، وشقت شفته السفلى (صلى الله عليه وسلم) (2).
ولا يعرف من قبور الشهداء اليوم إلا قبر حمزة، ومعه فى القبر ابن أخيه عبيد الله المجدع بن جحش، سمى بذلك: لأنه قتل وجدع أنفه (3). وعليهما قبة عالية مبيضة بنتها أم الخليفة الناصر لدين الله ابن المستضىء فى سنة سبعين وخمس مائة.
وعند رجل حمزة- رضى الله عنه- قبر سنقر التركى متولى عمارة المشهد توفى فدفن هنالك.
وفى صحن المشهد قبر قريب من الباب لبعض أشراف المدينة فلا يظن ويتوهم أنهما من شهداء أحد.
Page 358