Préférence de la vérité sur la création en réponse aux différends
إيثار الحق على الخلق في رد الخلافات إلى المذهب الحق من أصول التوحيد
Maison d'édition
دار الكتب العلمية
Numéro d'édition
الثانية
Année de publication
١٩٨٧م
Lieu d'édition
بيروت
الْعلمَاء والرواة بل قد تَوَاتر اليهم وَلم يخف عَلَيْهِم مَا لَا تعلق لَهُ بِالدّينِ من صورته فانهم يعلمُونَ ضَرُورَة أَنه لم يكن أَعور وَلَا أعرج وَلَا أسود وَلَا فَاحِشا وَلَا ممارياولا فيلسوفا وَلَا شَاعِرًا وَلَا ساحرا وَلَا منجما
فان قيل فَمن أَيْن جَاءَ الِاخْتِلَاف الشَّديد فَاعْلَم أَن منشأ مُعظم الْبدع يرجع إِلَى أَمريْن وَاضح بطلانهما فَتَأمل ذَلِك بانصاف وَشد عَلَيْهِ يَديك وَهَذَانِ الامران الباطلان هما الزِّيَادَة فِي الدّين باثبات مَا لم يذكرهُ الله تَعَالَى وَرُسُله ﵈ من مهمات الدّين الْوَاجِبَة وَالنَّقْص مِنْهُ بِنَفْي بعض مَا ذكره الله تَعَالَى وَرُسُله من ذَلِك بالتأويل الْبَاطِل
ولهذين الْأَمريْنِ الباطلين أصلان عَقْلِي وسمعي أما الأَصْل الأول وَهُوَ الْعقلِيّ فَذَلِك أَنه عرض للمبتدعة بِسَبَب الْخَوْض فِيمَا لَا تُدْرِكهُ الْعُقُول من الخفيات الَّتِي أعرض عَنْهَا السّلف نَحْو مِمَّا عرض للبراهمة الَّذين حكمُوا برد النبوات من إِيجَاب أُمُور سكت الشَّرْع عَن بَعْضهَا وَنهى عَن بَعْضهَا واستقباح أُمُور ورد الشَّرْع بتحسينها لكِنهمْ خالفوا البراهمة فِي أَنهم صدقُوا الشَّرْع فِي الْجُمْلَة وَصَدقُوا هَذِه القوادح فِي تفاصيل الشَّرْع وراموا الْجمع بَينهمَا فوقعوا لذَلِك فِي أَشْيَاء واهية كَمَا ترَاهُ وَاضحا إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي هَذَا الْمُخْتَصر ولزمهم مَا التزموا من أَن رسل الله ﵈ قصروا فِي الْبَيَان عمدا امتحانا للمكلفين وتعريضا للْعُلَمَاء الراسخين للثَّواب الْعَظِيم فِي التَّأْوِيل لكَلَام رب الْعَالمين
وَلَا شكّ أَن الْحق فِي خلاف هَذَا فقد نَص الله على أَن الرُّسُل إِنَّمَا أرْسلت لِئَلَّا يكون للنَّاس على الله حجَّة بعد الرُّسُل وَأنزل علينا فِي كِتَابه الْمُبين على لِسَان رَسُوله الْأمين ﴿الْيَوْم أكملت لكم دينكُمْ وَأَتْمَمْت عَلَيْكُم نعمتي ورضيت لكم الْإِسْلَام دينا﴾ وَصَحَّ التحذير من الْبدع وَمن الله علينا باقرار أهل الْبدع بذلك وانعقاد الاجماع من الْجَمِيع على تَحْرِيم الابتداع فِي الدّين كَمَا يَأْتِي بَيَانه فَوَجَبَ علينا أَن نصْنَع فِي القوادح فِي تفاصيل الاسلام الَّتِي عرضت لبَعض أهل الْكَلَام مثل مَا صنعنَا
1 / 85