241

Les Don des spectateurs sur les nouvelles de la Mère des Villes

اتحاف الورى في أخبار أم القرى

Genres

تقولون، ما جئت بما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الشرف فيكم ولا الملك عليكم، ولكن الله بعثنى إليكم رسولا، وأنزل على كتابا، وأمرنى أن أكون لكم بشيرا ونذيرا، فبلغتكم رسالات ربى ونصحت لكم، فإن تقبلوا منى ما جئتكم به فهو حظكم فى الدنيا والآخرة، وإن تردوه على أصبر لأمر الله/ حتى يحكم الله بينى وبينكم- أو كما قال (صلى الله عليه وسلم) (1).

قالوا: يا محمد فإن كنت غير قابل منا شيئا مما عرضنا عليك فإنك قد علمت ليس من الناس أحد أضيق بلدا، ولا أقل ماء، ولا أشد عيشا منا؛ فسل لنا ربك الذى بعثك بما بعثك به فليسير عنا هذه الجبال التى قد ضيقت علينا، وليبسط علينا بلادنا، وليخرق لنا فيها أنهارا كأنهار الشام والعراق، وليبعث لنا من مضى من آبائنا، وليكن فيمن يبعث لنا منهم قصى بن كلاب؛ فإنه كان شيخ صدق، نسألهم عما تقول. أحق هو أم باطل؟ فإن صدقوك، وصنعت ما سألناك صدقناك، وعرفنا منزلتك من الله، (2) وأنه بعثك إلينا رسولا كما تقول. فقال لهم (صلى الله عليه وسلم): ما بهذا بعثت إليكم، إنما جئتكم من الله بما بعثنى به (2)، وقد بلغتكم ما أرسلت به إليكم، فإن تقبلوه فهو حظكم فى الدنيا والآخرة، وإن تردوه على أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بينى وبينكم.

Page 243