وهب بن منبه.
وقول ابن المسيب حيث قال لما أمر اللَّه داود ﵇: أن يبني مسجد بيت المقدس قال: رب وأين أبنيه؟ قال: حيث ترى الملك شاهرا سيفه ويمكن الجمع بين هذه الأقوال أن يكون داود هَمَّ ببنائه لما كشف عن بني إسرائيل البلاء ورفع عنهم الطاعون ورأى الملائكة عقب ذلك وقال لهم عن البناء وسأل اللَّه تعالى أن يبني مسجدا. فأوحى اللَّه تعالى إليه أن يبنيه فسأله ﷺ وقال: يا رب أين أبنيه؟ قال حيث ترى الملك شاهرا سيفه فبناه ثم توفي قبل إتمامه فأوصى سليمان ﵇ ببنائه فبناه وأتمه.
وكان من أمر سليمان ﵇ في بنائه ما رواه عبد اللَّه بن الزبير الحميدي عن سفيان عن بشر بن عاصم عن كعب قال: إن اللَّه تعالى لمَّا أوحى إلى سليمان ﵇ أن ابن بيت المقدس جمع حكماء الإنس والجن وعفاريت الأرض وعظماء الشياطين وجعل منهم فريقا يبنون وفريقا يقطعون الصخور والعمد من معادن الرخام وفريقا يغوصون في البحر، يخرجون منه الدر والمرجان وكان في الدر ما هو مثل بيضة النعامة وبيضة الدجاجة وأخذ في "بناء" بيت المقدس فلم يثبت البناء فأمر بهدمه. ثم حفر الأرض حتى بلغ الماء، فأسسه على الماء وألقوا فيه الحجارة فكان الماء "يلفظها" فدعا. سليمان ﵇ الحكماء الأخيار ورئيسهم أصف
1 / 117