فأما المقدمة التي قدمها الصحاف أمام مقصوده، وجعلها طالعة نثره وعقوده: ففيها من الدلالة على جهله وقصوره، ما يعرف بأول نظر في جمعه ومسطوره"
من ذلك: أنه يصف بالعلم من ليس من أهله، ويكذب على المعصوم في عزوه ونقله، يحتج في فضل العلم بالضعيف والموضوع (١)، لجهله بما صح من المرسل والمرفوع، ليست له ملكة في نقد الثابت من الموضوع (٢)، يتأول كل حاذق فقيه، عند سماع خلطه وما يبديه، حديث عبد الله بن عمرو في قبض العلم (٣)، ورياسة الغمر، وكلامه من أظهر الأدلة / على ما قلناه، عند كل من وقف عليه من أهل الفقه عن الله، فلذلك اكتفينا بالإشارة، عن بسط القول والعبارة.
فأما قوله في المقدمة التي مدح بها أشياخه المذكورين في رسالته: (علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل) (٤) .
_________
(١) في "ب": " الضعيف الموضوع" بدون واو العطف.
(٢) في "ب": "المضوع"، وهو خطأ، وفي "جـ": "المصنوع".
(٣) ولفظه" " إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا".
أخرجه البخاري في العلم، باب كيف يقبض العلم: (ح/١٠٠)، ومسلم في العلم، باب رفع العلم وقبضه ...: (ح/٢٦٧٣) .
وبنحوه أخرجه البخاري في الاعتصام، باب أتم ما يذكر في ذم الرأي وتكلف القياس: (ح/٤٣٠٧)، ومسلم في المصدر السابق: (ص٢٠٥٩)، وفيه قصة.
(٤) قال الدميري والزركشي وابن حجر والسيوطي عن هذا الحديث: " لا أصل له". =
1 / 22