La rectitude
الاستقامة
Chercheur
د. محمد رشاد سالم
Maison d'édition
جامعة الإمام محمد بن سعود
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤٠٣
Lieu d'édition
المدينة المنورة
Genres
Soufisme
مضاعفة وَإِنَّمَا كثرت لِكَثْرَة أَعمال الْعباد وَكَثْرَة أَنْوَاعهَا فَإِنَّهَا أَكثر مَا يُعلمهُ النَّاس مفصلا وَمَتى كثر الشئ إِلَى هَذَا الْحَد كَانَ كل جُزْء مِنْهُ كثيرا من ينظرها مَكْتُوبَة فَلَا يرتسم فِي نَفسه إِلَّا ذَلِك كَمَا يطالع تواريخ النَّاس والفتن وَهِي مُتَّصِلَة فِي الْخَبَر فيرتسم فِي نَفسه أَن الْعَالم مَا زَالَ ذَلِك فِيهِ متواصلا والمكتوب شئ وَالْوَاقِع أَشْيَاء كَثِيرَة فَكَذَلِك أَعمال الْعباد وأحكامها وَلَكِن أَكثر النَّاس لَا يعلمُونَ ذَلِك
أما غير الخائض فِي الْفِقْه فِي فنون أُخْرَى فَظَاهر وَأما الخائض فِيهِ فغالبهم إِنَّمَا يعرف احدهم مَذْهَب إِمَامه وَقد يُعلمهُ جملَة لَا يُمَيّز بَين الْمسَائِل القطعية المنصوصة وَالْمجْمَع عَلَيْهَا وَبَين مفاريده أَو مَا شاع فِيهِ الِاجْتِهَاد فنجده يُفْتِي بمسائل النُّصُوص وَالْإِجْمَاع من جنس فتياه بمسائل الِاجْتِهَاد والنزاع بِمَنْزِلَة حمَار حمل سفرا ينْقل نقلا مُجَردا حَتَّى أَنه يحْكى لأَحَدهم أَن مَذْهَب فلَان بِخِلَاف ذَلِك فيسوغ ذَلِك وَيكون الْخلاف فِي ذَلِك من الممتنعات بَين الْملَل فضلا عَن أَن يخْتَلف فِيهِ الْمُسلمُونَ
وَقد بَلغنِي من ذَلِك عَن أَقوام مشهورين بالفتيا وَالْقَضَاء حَتَّى حكوا لملك بلدهم أَن من مَذْهَب الشَّافِعِي أَن الْمُطلقَة ثَلَاثًا تُبَاح بِالْعقدِ الْخَالِي عَن الْوَطْء وصبيان الشَّافِعِيَّة يعلمُونَ أَن هَذَا مِمَّا لم يخْتَلف فِيهِ مذْهبه وَحَتَّى يحكوا عَن مَالك أَن الْمُتْعَة عِنْده جَائِزَة وَلَيْسَ فِي
1 / 60