La rectitude
الاستقامة
Enquêteur
د. محمد رشاد سالم
Maison d'édition
جامعة الإمام محمد بن سعود
Édition
الأولى
Année de publication
١٤٠٣
Lieu d'édition
المدينة المنورة
Genres
Soufisme
قُلُوبهم حب مَا أحبه الله وَرَسُوله فَلَا يبْقى لِلْقُرْآنِ وَالصَّلَاة وَنَحْو ذَلِك فِي قُلُوبهم من الْمحبَّة والحلاوة وَالطّيب وقرة الْعين مَا هُوَ الْمَعْرُوف لاهل كَمَال الْإِيمَان بل قد يكْرهُونَ بعض ذَلِك ويستثقلونه كَمَا هُوَ من نعت الْمُنَافِقين الَّذين قَالَ الله فيهم ﴿وَإِذا قَامُوا إِلَى الصَّلَاة قَامُوا كسَالَى﴾ [سُورَة النِّسَاء ١٤٢] وَقد يهجرون الْقُرْآن الَّذِي مَا تقرب الْعباد إِلَى الله بِأحب إِلَيْهِ مِنْهُ بل قد يستثقلون سَمَاعه وقراءته لما اعتاضوا عَنهُ من السماع وَقد يقومُونَ بِبَعْض هَذِه الْعِبَادَات الشَّرْعِيَّة صورا ورسما كَمَا يَفْعَله المُنَافِقُونَ لَا محبَّة وَحَقِيقَة ووجدا كَمَا يَفْعَله الْمُؤْمِنُونَ
وَأما الْجِهَاد فِي سَبِيل الله فالغالب عَلَيْهِم أَنهم ابعد عَنهُ من غَيرهم حَتَّى نجد فِي عوام الْمُؤمنِينَ من الْحبّ لِلْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر والمحبة والتعظيم لأمر الله وَالْغَضَب والغيرة لمحارم الله وَقُوَّة الْمحبَّة والموالاة لأولياء الله وَقُوَّة البغض والعداوة لأعداء الله مَا لَا يُوجد فيهم بل يُوجد فيهم ضد ذَلِك
وَمَعْلُوم أَن أهل الْإِيمَان وَالصَّلَاح مِنْهُم لَا يفقدون هَذَا بِالْكُلِّيَّةِ لَكِن هَذَا السماع الْمُحدث هُوَ وتوابعه سَبَب ومظنة لضد الْجِهَاد فِي سَبِيل الله حَتَّى ان كثيرا مِنْهُم يعدون ذَلِك نقصا فِي طَرِيق الله وعيبا ومنافيا للسلوك الْكَامِل إِلَى الله
وَمن السَّبَب الَّذِي ضل بِهِ هَؤُلَاءِ وغووا مَا وجدوه فِي كثير مِمَّن ينتسب
1 / 268