مكانة المؤلف عند شيخه الحافظ ابن حجر:
كان للسَّخاوىِّ عند شيخه الأجلِّ ابن حجر مكانة عظيمة، تتجلَّى هذه المكانة في أمور:
١ - أنه كان يُقدِّمه على سائر جماعته وطلابه، ويصرِّح بأنه أنبه طلبته، وكان ينوِّه بذكره، ويُعرِّف بعلي فخره (^١).
٢ - أنه كان كثير الدُّعاء له، ومن ذلك قوله: "والله المسؤول أن يُعنيه على الوصول إلى الحصول حتى يتعجَّب السَّابق من اللاحق" (^٢).
٣ - أنه سئل مَن أمثل الجماعة الملازمين لكم في هذه الصِّناعة؟ فأجاب بأنه السَّخاوي، وقال ما معناه: "إنه مع صغر سنِّه وقرب أخذه، فاق مَن تقدَّم عليه بجدِّه واجتهاده، وتحرِّيه وانتقاده، بحيث رجوتُ له وانشرح بذلك الصَّدر، أن يكون هو القائم بأعباء هذا الأمر" (^٣).
٤ - وبلغ من صحبة ابن حجر له، أنه لمَّا علم شدة حرصه على الحديث -كما تقدَّم- كان يرسل خلفه بعض خدمه لمنزله يأمره بالمجيء للقراءة، وذلك لقرب مسكنه (^٤).
٥ - أنه أمره مرةً بتخريج حديث، فلما فرغ منه وسلَّمه إياه أملاه الحافظ في مجلسه على طلبته (^٥).
_________
(^١) "الضوء اللامع" (٨/ ٢٠)، "ذيل رفع الإصر" (ص ٨٧).
(^٢) "الضوء اللامع" (٨/ ٢٠).
قال البدر ابن القطان (٨/ ٢٥)، عقب دعاء ابن حجر: "وقد استجاب الله دعوت، وحقَّق رجاءه وبُغيته، إذ تصانيفه وتعاليقه شاهدة لذلك، ومبرهنة لما هنالك. فكم من مشكل غامض بيَّنه، ومُقفلٍ أوضح الأمر فيه وأعلنه، ومعلولٍ كشف القناع عن علَّته، وحقَّق ما لعلَّه خَفِيَ على أهل صنعته".
(^٣) "الضوء اللامع" (٨/ ٢٠).
(^٤) "المرجع السابق" (٨/ ٦).
(^٥) "المرجع السابق" (٢/ ٤٠).
1 / 63