لما قدمها، وبالحرمين الشَّريفين، وسمع كذلك من الشَّريف السَّمهوديِّ بالمدينة، وتكسَّب بالنِّساخة مع خطٍّ جيِّد، وبراعة في الحساب، وَتَرَقٍّ في النَّظم.
* ألَّف كتاب: "الشِّهاب الهاوي على قِلال الكاوي"، و"المنتقد اللوذَعي على المجتهد المدَّعي"، وهما ردٌّ على الحافظ السُّيوطيِّ انتصارًا لشيخه السَّخَاويِّ (^١).
٥ - العلَّامة المحدِّث عبد الرَّحمن بن علي بن الدِّيبع الشَّيباني الزَّبيدي صاحب "تمييز الطَّيِّب من الخبيث" (٨٦٦ - ٩٤٤ هـ) (^٢): هو العلَّامة النِّحرير، والمحدِّث الكبير، محدِّث اليمن ومؤرِّخها، عبد الرَّحمن بن علي بن محمد بن الدِّيبع -بمهملة مكسورة بعدها تحتانية ثم موحدة مفتوحة وآخره مهملة- وهو لقبٌ لجدِّه الأعلى علي بن يوسف، ومعناه بلغة النّوبة (الأبيض). طلب العلم في أول الأمر في بلده زبيد، فحفظ القرآن أولًا وتلاه للسبع إفرادًا وجمعًا على علماء العصر، واشتغل في علم الحساب، والجبر، والمقابلة، والهندسة، والفرائض، والفقه، والعربية. لازم السَّخاويَّ في مكة، وقرأ عليه عدة كتب.
قال السَّخَاوىُّ: " ... حجَّ مرارًا، أولها سنة ثلاث وثمانين، وزار في سنة ستٍّ وتسعين، ولقيني في أول التي تليها، فقرأ عليَّ "بلوغ المرام" وغيره. وأنشد الجماعة بحضرتي قوله مما كتبه بخطِّه:
إلى عِلْمِ الحَديثِ ليَ ارْتياح ... وها أنا فيه مجتَهِدٌ وراوي
لعلِّي أَنْ أَكُونَ بِهِ إِمامًا ... أَرْويه على قَدَمِ السَّخَاوي"
* صنَّف الكتب النافعة، منها: "تيسير الوصول إلى جامع الأُصول"، و"مصباح المشكاة"، و"بغية المستفيد في أخبار زبيد"، وغيرها.
* * *
_________
(^١) ترجمته في: "الضوء اللامع" (١/ ٢٩٠)، و"التحفة اللطيفة" (١/ ١٠٦ - ١٠٧)، و"الكواكب السائرة" (١/ ١٣٥).
(^٢) ترجمته في: "الضوء اللامع" (٤/ ١٠٤ - ١٠٥)، و"الكواكب السائرة" (٢/ ١٥٦ - ١٥٧)، و"النور السافر" (١٢١ - ٢٢١)، و"البدر الطالع" (١/ ٣٣٥ - ٣٣٦).
1 / 56