وفاته:
بعد حياة حافلة بالعلم، والتَّصنيف، والإفادة، والإِقراء -بلغتْ إحدى وسبعين سنة- أسلم الحافظ السَّخاويُّ الرُّوحَ لبارئها في بلد رسول الله ﷺ.
وقد أجمع مؤرِّخو وفاته أنَّها كانت في سنة اثتين وتسعمائة للهجرة (٩٠٢)، وإنما اختلفوا في الشهر واليوم الذي مات فيه.
فقد ذكر ابن طولون في "تاريخه" أنه مات في يوم الجمعة، ثالث عشر ذي القعدة، إلَّا أنه جعل وفاته بمكة (^١).
وذكر النُّعيمي في "عنوانه" أنه مات في يوم الجمعة، ثالث عشر ذي القعدة (^٢).
وذهب ابن العماد (^٣)، والعيدروسي (^٤) إلى أن وفاته كانت في يوم الأحد، الثامن والعشرين من شهر ذي القعدة. وخالفهما الشَّوكاني، فذكر أنَّها كانت في عصر يوم الأحد، سادس عشر شعبان (^٥).
وذكر النَّجم الغزّي قولًا لبعضهم، وهو أنَّ وفاته كانت سنة خمس وتسعين وثمانمائة (٨٩٥ هـ)! وجزم بأنه غلط، لوجود أحداث وقعت بعد هذا التاريخ ذكرها السَّخَاويُّ في تواريخه (^٦).
ومهما يكن من أمر، فهو -بلا شك- من وَفَيَات سنة اثتين وتسعمائة. رحم الله الحافظ السَّخَاويَّ وتجاوز عن سيئاته، وأدخله واسع جنَّاته، وجزاه خير ما جزى عالمًا عن أمَّته.
وقد وُوري جُثمانه ﵀ ببقيع الغرقد، بجوار الإمام مالك بن أنس، إمام دار الهجرة.
* * *
_________
(^١) نقله عنه الغزي في: "الكواكب السائرة" (١/ ٥٤).
(^٢) نقله عنه الغزي في: "الكواكب السائرة" (١/ ٥٤).
(^٣) "شذرات الذهب" (٨/ ١٧).
(^٤) "النور السافر" (ص ٨).
(^٥) "البدر الطالع" (٢/ ١٨٦).
(^٦) "الكواكب السائرة" (١/ ٥٤).
1 / 38