Livre de l'appel au secours
كتاب الاستغاثة
ومن المعلوم أن المطلوب من النبي صلى الله عليه وسلم تارة يقدر عليه وتارة لا يقدر عليه وقد يظن السائل أنه يقدر عليه ولا يكون قادرا وكان نساؤه يسألنه النفقة أحيانا وليس عنده ما ينفق عليهن وسألته الأعراب حتى اضطروه إلى سمرة فخطفت رداءه فقال ردوا علي ردائي فوالذي نفسي بيده لو أن عندي عدد هذه العضاه نعما لقسمتها بينكم ثم لا تجدوني بخيلا ولا جبانا ولا كذابا وحقيقة قوله لا يستغاث بي وإن كان مراده الاستغاثة الكلية كما يقال لا يستغاث بي ولا يتوكل علي ولا أدعى ولا أسأل ونحو ذلك فمراده النهي عن الطلب الذي لا يفعله إلا الله تعالى كما نهى عن السجود له وكما نهى أن يقال ما شاء الله وشاء محمد
وقال لمن قال ما شاء الله وشاء محمد ما روي عن ابن عباس قال قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله وشئت فقال: «أجعلتني لله ندا قل ما شاء الله وحده»
Page 375