Livre de l'appel au secours
كتاب الاستغاثة
والصنف الثاني الجهمية الجبرية الذين قالوا إن أفعال العباد نفس فعله وفعله هو مفعوله كما يقوله الجهم بن صفوان وأتباعه كالأشعري ومن وافقه وهؤلاء لم يثبتوا له فعلا قائما بنفسه غير المخلوقات المباينة له فإذا كان خالق أفعال العباد لزم أن تكون هي فعله ولا تكون فعلا لغيره وحينئذ فالصفات الفعلية التي يصفون بها الرب مثل كونه خالقا ورازقا وعادلا إنما تتصف عندهم فيها بمخلوقاته وتتصف أيضا عندهم بأفعال العباد كلها
فالجهم بن صفوان أعظم الناس وصفا له بمخلوقاته في كلامه وأفعال العباد وغير ذلك والمعتزلة وافقوه في الكلام ونحوه من الصفات دون أفعال العباد ووافقوه في فعله لغير أفعال العباد لكون أفعال العباد عندهم ليست فعلا له
فالجهية والمعتزلة متفقون على أنه يوصف بمخلوقاته لكن المعتزلة عندهم هو خلق كلامه ورضاه وغضبه وإرادته فيوصف بها ولم يخلق أفعال العباد فلا يوصف بها وأما جهم فعنده أنه خلق الجميع فلزمه أن يوصف بالجميع
Page 342