Livre de l'appel au secours

Ibn Taymiyya d. 728 AH
159

Livre de l'appel au secours

كتاب الاستغاثة

ثم إنه لم يجعل هذا وحده معنى الاستغاثة بل جعل الاستغاثة به الطلب منه أيضا وكان لا يميز بين هذا المعنى وهذا المعنى بل يجوز عنه أن يستغيث به في كل ما يستغاث الله فيه على معنى أنه وسيلة من وسائل الله في طلب الغوث وهذا عنده ثابت للصالحين والاستغاثة طلب الغوث كالاستغاثة والانتصار وذلك ثابت في حياته وهو ثابت عند هذا الضال بعد موته بثبوتها في حياته لأنه عند الله في مزيد دائم لا ينقص جاهه فدخل عليه الخطأ من وجوه

منها أنه جعل المتوسل به بعد موته في الدعاء مستغيثا به وهذا لا يعرف في لغة أحد من الأمم لا حقيقة ولا مجازا مع دعواه الإجماع على ذلك وأن المستغاث به هو المسؤول المطلوب منه لا المسؤول به

والثاني ظنه أن توسل الصحابة به في حياته كان توسلا بذاته لا بدعائه وشفاعته فيكون التوسل به بعد موته كذلك وهذا غلط لكنه يوافقه عليه طائفة من الناس بخلاف الأول فإني ما علمت أحدا وافقه عليه

Page 478