من ذلك شيء ليس عند صاحبه فرأيت أن أجمع ذلك وأختصره، وأقربه على من أراده، وأعتمد في ذلك على النكت التي هي البغية [١] من المعرفة بهم، وأشير إلى ذلك بألطف ما يمكن، وأذكر عيون فضائل ذي الفضل منهم وسابقته ومنزلته، وأبين مراتبهم بأوجز ما تيسر وأبلغه، ليستغني اللبيب بذلك، ويكفيه عن قراءة التصنيف الطويل فيه، وجعلته على حروف المعجم [٢]، ليسهل على من ابتغاه، ويقرب تناوله على طالب ما أحبّ منه، رجا.
ثواب الله ﷿، وإلى الله أرغب وسلامة النية وحسن العون على ما يرضاه فإن ذلك به لا شريك له، وأرجو أن يكون كتابي هذا أكبر كتبهم تسمية [٣] وأعظمها فائدة، وأقلها مئونة، على أني لا أدعي الإحاطة، بل أعترف بالتقصير الذي هو الأغلب على الناس، وباللَّه أستعين، وهو حسبي ونعم الوكيل.
واعتمدت في هذا الكتاب على الأقوال [٤] المشهورة عند أهل العلم بالسّير، وأهل العلم بالأثر والأنساب، وعلى التواريخ المعروفة التي عليها عول العلماء في معرفة أيام الإسلام وسير أهله، فما كان في كتابي هذا عن موسى بن عقبة فمن طريقين:
أحدهما ما حدثني به عَبْد الوارث بن سفيان، عن قاسم بن أصبغ، عن مطرف بن عَبْد الرحمن، عن يعقوب بن حميد [٥] بن كاسب، عن مُحَمَّد بن فليح عن موسى بن عقبة، وحدثني به خلف بن قاسم عن أبي الحسن علي بن العباس
_________
[١] في ى: البقية.
[٢] إنما رتبه ترتيب أهل المغرب، ولكنا غيرنا في هذه الطبعة ذلك الترتيب، وجعلناه على ترتيب حروف أهل المشرق ليسهل البحث فيه.
[٣] في ى: نسبة.
[٤] في أ: على الكتب.
[٥] في ى: بن أحمد.
1 / 20