Issues of Faith in the Book of Monotheism from Sahih al-Bukhari
مسائل العقيدة في كتاب التوحيد من صحيح البخاري
Genres
وهنا تنبيه: أن كثرة الرزق لا تدل على محبة الله للعبد وهذا الظن هو الذي اعتقده الكفار ﴿وقالوا نحن أكثر أموالًا وأولادًا وما نحن بمعذَبين قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس لا يعلمون وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحًا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون﴾ سبأ ٣٥ - ٣٧، وهذا من الاستدراج ﴿أيحسبون إنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون﴾ المؤمنون ٥٥ - ٥٦.
ولا يعارض هذا أن التقوى وطاعة الله سبب عظيم للرزق والبركة ﴿ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض﴾ الأعراف ٩٦، وقال: ﴿ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب﴾ الطلاق ٢ - ٣، وقال ﴿لئن شكرتم لأزيدنكم﴾ إبراهيم ٧.
بقي أن نقول أن أعظم رزق يرزقه الله لعباده هو الجنة، قال تعالى: ﴿والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقًا حسنا وإن الله لهو خير الرازقين﴾ الحج ٥٨، وقال ﴿ومن يؤمن بالله ويعمل صالحًا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا قد أحسن الله له رزقًا﴾ الطلاق ١١، فهذا الرزق الذي لا ينقطع وليس بدٌ منه ولا استدراج ولا نهاية ﴿إن هذا لرزقنا ما له من نفاد﴾ ص ٥٤، جعلنا الله ممن كتب له هذا الرزق.
1 / 100