لقد قرأ عاموس خريطة الأحداث والمقدمات وأيقن بالنتائج فقدمها كنبوءات، وكان في زمنه نبي آخر يتنبأ وربما استمر يعيش بعده لفترة قليلة، وكان هذا المتنبي هو المعروف بالنبي هوشع والمحتمل أنه كان يتنبأ بين عامي 750 و734ق.م، لكن بينما كان عاموس يعيش في المملكة الجنوبية يهوذا، كان هوشع يعيش في المملكة الشمالية، إسرائيل.
ويبدو أن هوشع كان يعاني من مشاكل عائلية قاسية «فزوجته تخونه مع كل من يدفع، وسيرتها على كل لسان، فأحال ذلك جميعه إلى إرادة يهوه الذي أمره بالزواج من امرأة زنى».
قال يهوه لهوشع اذهب خذ لنفسك امرأة زنى وأولاد زنى لأن الأرض زنت زنى تاركة يهوه، فذهب وأخذ جومر بنت دبلايم فحبلت وولدت له ابنا فقال له يهوه ادع اسمه يزرعيل؛ لأني بعد قليل أعاقب بيت ياهو على دم يزرعيل وأبيد مملكة بيت إسرائيل.
ثم تلد الزوجة الخائنة مرة أخرى ولدا وبنتا، ومن جديد يأمر يهوه بمنحهما اسمين، أسمى البنت لورحامة: «لأني لا أعود أرحم بيت إسرائيل.» والابن لوعمي أي ليس شعبي «لأنكم لستم شعبي وأنا لا أكون لكم» (هوشع، 1: 2-9).
هوشع وجد نفسه مع امرأة زانية وأبناء زنى فتماهى بأسرته مع بيت إسرائيل جميعا، وبينما كانت الجيوش الآشورية تتدفق على الممالك الشمالية لإسرائيل ، كان سكان إسرائيل يتوقعون استمرار سير الهجوم جنوبا واكتساح الجيش الآشوري للسامرة، وكان السبب في رأي هوشع هو أن إسرائيل خانت ربها يهوه وعبدت آلهة أخرى مثل زوجته جومر تماما؛ لهذا تلقى هوشع أمر يهوه:
اذهب أحبب امرأة حبيبة صاحب وزانية كمحبة يهوه لبني إسرائيل وهم ملتفتون إلى آلهة أخرى ... فاشتريتها لنفسي بخمسة عشر شاقل فضة. وقلت لها تقعدين أياما كثيرة لا تزني ولا تكوني لرجل وأنا كذلك لك؛ لأن بني إسرائيل سيقعدون أياما كثيرة بلا ملك وبلا رئيس وبلا ذبيحة وبلا تماثيل وبلا أفود وترافيم. (هوشع، 3: 1-4)
ويتنبأ هوشع ليهوذا بالسقوط مع إسرائيل تحت النير الآشوري:
فيتعثر إسرائيل وإفرايم في إثمهما، ويتعثر يهوذا أيضا معهما. (هوشع، 5: 5)
وكما تنبأ عاموس لإسرائيل تنبأ هوشع بأن يوم العقاب قد أمسى على الأبواب ولم تعد لدى يهوه أي شفقة على خيانة إسرائيل، وسيتصرف مع إسرائيل تصرف الزوج مع الزوجة الخائنة، ويلوم يهوه زوجته الزانية إسرائيل على لسان الزوج المكلوم فيقول: «قالت: أذهب وراء محبي الذين يعطون خبزي ومائي وصوفي وكتاني وزيتي وأشربتي.»
وبالنسبة ليهوه وإسرائيل كان محبو إسرائيل آلهة أخرى على رأسهم رب الخصب بعل.
Page inconnue