ولكي يحقق إسحاق أهداف النبوة ويرفع راية التوحيد والهداية في ربوع الارض .. طلب إلى ولده يعقوب أن يتجه إلى بلاد الشام وكان خاله فيها وبشره بالنبوة بأنه سيكون نبيا .. اتجه يعقوب إلى الشام وكان يسير ليلا ويكمن نهارا فسمي إسرائيل .
عاش إسحاق عمره المديد يدعو إلى الله ويجاهد من أجل هداية الإنسان وتصحيح المسار الحضاري للبشرية في بلاد الشام التي شهدت جهاد إبراهيم ولوط ، وتجسد فيها كفاحهم الطويل حتى توفى الله إسحاق في تلك البلاد وعمره يقارب مائة وستين سنة ، ودفن مع أبيه إبراهيم الخليل .
وهكذا صنعت هذه الكوكبة النيرة والاسرة النبوية المباركة هذا التاريخ الرسالي المجيد ، هكذا صنعت اسرة الخليل : إسماعيل وإسحاق وسارة وهاجر بقيادته ذلك الفصل الفريد من تاريخ البشرية ، فكانت قدوة للإنسان ، وتجربة إيمانية حية ، مليئة بالحيوية والمحفزات وعناصر التربية والجهاد والدعوة إلى الله سبحانه ، يقرأها الإنسان فيقرأ بين سطورها حياة النبوة ، وتحديات التاريخ وفصول الكفاح الصعب، فيرصد من خلال ذلك فصلا من أغنى فصول التاريخ بمعطياته وإفرازاته الأيمانية الفذة .
لذا حق أن يخاطبهم القرآن بقوله :(رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ).
فسلام على إبراهيم وعلى النبيين من ذريته ، وصلى الله على خاتم النبيين والمرسلين محمد وأهل بيته الطاهرين ، ورحمة الله وبركاته .
« والحمد لله رب العالمين » هوامش
Page 62